يقول السائل:
ما حكم أداء الصلاة في المنزل بداعي الخوف والرهاب الاجتماعي، وهو يعيق أيضاً بحثي في الحصول عن العمل، أحاول تفادي الزحام قدر المستطاع، وأداء صلاتي في المنزل يشعرني بارتياح شديد، ولكن أخشى من أن يكون هذا الفعل خاطئاً؟
الجواب وبالله التوفيق:
شرع الله الاجتماع في الصلوات، لما فيه من الحكم والفوائد، والآثار الإيجابية، للخاصة والعامة، للفرد والجماعة، ورتب عليه كثير الأجر، وعظيم الثواب، فقد ورد في فضل صلاة الجماعة والحض عليها كثير من النصوص الشرعية، قال الله سبحانه وتعالى: (وأقيموا الصّلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين).
وقال صلى الله عليه وسلم: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة» كما في صحيحي البخاري ومسلم.
وفي صحيح مسلم: «أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول اللّه إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة فقال نعم، قال فأجب».
وفيه أيضاً عن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه قال: «من سره أن يلقى اللّه غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن اللّه شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنّة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتي به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف».
فلهذه النصوص وغيرها، يجتهد المسلم أن يؤدي فريضة الصلاة جماعة، في بيت من بيوت الله وهو المساجد.
ولا يعذر أحد في التخلف عنها إلا لعذر واقع، من مرض أو تمريض، أو خوف حصول ضرر محقق يلحقه في نفس أو مال، وما ذكرته من الخوف والرهاب الاجتماعي لا يعتبر عذراً لترك الصلاة في الجماعة، لأنه ليس مرضاً حقيقياً، إنما هو أوهام وخيالات، ولعل المداومة على الصلاة في الجماعة، مما يساعد في تخفيفه تدريجاً، أو إزالته كلياً بإذن الله تعالى.
والله تعالى أعلم.