أثناء الحفر في موقع ساروق الحديد بدبي خرجت نماذج كثيرة جداً من أقواس السهام المصنوعة من البرونز، الصغيرة منها والكبيرة حجماً. لنتساءل لماذا كل هذه الكمية؟ بعد بحث ووضع النظريات الممكنة، تبين أنها بلا شك لم تكن سلاحاً خاصاً فقط، فهي أيضاً للصيد والقتال والتصدير، أما للصيد فهناك نوعان، نوع صغير جداً وغالباً هي لصيد الطيور، بينما الأكبر حجماً فبطبيعة الحال لصيد الحيوانات كالغزلان والوعول.
الآثاريون قاموا بتصنيف السهام إلى عدد بلغ 15 نوعاً، وأكدوا أنه كلما تطورت صناعة السهام عبر الزمن، صغر حجمها، هذا وأن طريقة صناعة السهام كانت عبارة عن سهمين مع بعضها بعضاً، بحيث إذا تم قص السهم يتحول إلى سهمين.
وهناك أمر في غاية الأهمية، وهي عصا السهام فكلها من خشب الزيتون، لنتساءل من أين تم تصديره، فمنطقتنا لا تصلح لزراعة أشجار الزيتون؟
نظريتان نستطيع ذكرهما: فعبر محطات القوافل المتبادلة في جزيرة العرب، إما أنها مستوردة من بلاد الشام أو أنها من عُمان، خاصة مناطق الجبل الأخضر، إلا أن الأغلب أنها من بلاد الشام، حسب النوع المتوفر.
أخيراً بقيت الجعاب أو الجعبة وهي وعاء السهم، يستعملها رماة النبال، وغالباً هي من الجلد أو القماش، وبالطبع تتآكل حيث لم تقاوم الزمن كالبرونز وخشب الزيتون.