أسابيع قليلة لا تزال تفصل الليبيين عن المؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية الذي سينعقد في مدينة سرت يوم الأحد 28 أبريل المقبل بحضور مختلف الفرقاء السياسيين والاجتماعيين وممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وخلال لقاء مع الممثّل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عبد الله باتيلي، قال عضو المجلس الرئاسي الليبي، المكلف بملف المصالحة عبد الله اللافي، إن «المجلس يدعم مبادرات بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، نحو دفع المسار السياسي للتقدّم، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والاستحقاقات الانتخابية التي يتطلع إليها الليبيون».
كما بحث اللافي في لقاء مع سفير الكونغو برازافيل لدى ليبيا، غي كورناي صمبا، الإعداد للمؤتمر المرتقب، الذي ينتظر أن يحضره الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو، بصفته رئيس اللجنة الرفيعة المستوى المعنية بالشأن الليبي التابعة للاتحاد الأفريقي مع عدد من وفود الدول الأعضاء.
صفحة الخلافات
ويعول الليبيون على أن يكون مؤتمر سرت الجامع، فرصة ملائمة لطي صفحة الأزمة السياسية في البلاد التي لا تزال تستعصي عن الحل منذ إطاحة نظام القذافي وانهيار منظومة الدولة قبل 13 عاماً.
وكان أعضاء بمجلس الأمن الدولي (15 دولة) أكدوا في بيان، «أهمية عملية مصالحة شاملة تقوم على مبادئ العدالة الانتقالية والمساءلة»، ورحبوا بجهود المجلس الرئاسي لإطلاق عملية المصالحة الوطنية، بدعم من الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك تسهيل عقد مؤتمر المصالحة الوطنية في 28 أبريل.
وقالت أوساط ليبية مطلعة لـ«البيان» إن هناك جهوداً حثيثة لضمان حضور الفرقاء الأساسيين، والزعماء القبليين، وإن دعوات ستوجه إلى القادة السياسيين والعسكريين، سواء في طرابلس أو بنغازي أو في بقية المدن الكبرى.
أبعاد النزاع
ويرى مراقبون أن هناك أبعاداً عدة للنزاع الليبي ستنعكس على ملف المصالحة، منها ما هو داخلي وما هو خارجي، وما هو سياسي وما هو اجتماعي وثقافي، وما هو أمني وعسكري، وأن الأمر لا يتعلق فقط بين أنصار النظام السابق والممسكين بالسلطة منذ 2011، وإنما بالمتضررين من كل الحقب السياسية منذ نشأة دولة الاستقلال، ومن أذى الميليشيات والجماعات المسلحة خلال السنوات الماضية، ومنها المدن والقرى والقبائل التي تعرضت للهجوم عليها أو للتهجير من أراضيها.
وفي هذا السياق، شددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، على ضرورة ضمان حق ضحايا الحرب ووضعهم في «صميم أي عملية للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية»، وأشارت في بيان، إلى ضرورة «وضع ضحايا الحرب في صميم أي عملية للمصالحة الوطنية، وفي أي عملية عدالة انتقالية» لا سيما مع قرب انعقاد مؤتمر المصالحة في أبريل المقبل بمدينة سرت شرق البلاد.
وينتظر أن يتم خلال الأيام القادمة عقد الاجتماع الأخير اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة بمدينة مصراتة بعد اجتماعات طرابلس وبنغازي وسبها وزوارة والزنتان، والذي سيكون حاسماً بخصوص عدد من الملفات المهمة وفي مقدمتها ملف السجناء السياسيين.