تعتبر جهود الصومال في مكافحة الإرهاب والتصدي لحركة الشباب الإرهابية، جزءاً حيوياً من تحدياتها الأمنية المتعددة، حيث تشكل الحركة خطراً متزايداً على الأمن القومي للبلاد، لاسيما في وقت يواجه فيه الصومال تحديات داخلية وخارجية واسعة النطاق.
وتسعى الحكومة الصومالية، بدعم من بعض الشركاء الإقليميين والدوليين، لتعزيز جهود حثيثة لمواجهة هذا التهديد ومكافحة الإرهاب، في خط متواز مع التحديات الكبيرة التي تواجهها.
في السياق، جدد الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، تأكيداته على المضي قدماً في دحر الإرهاب، وذلك خلال اجتماع مع كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، مؤكداً التزام حكومته بالقضاء على الميليشيات الإرهابية في كافة ربوع البلاد، وتسريع عمليات تحرير البلاد من قبضتها بعد أن أطلق منذ أغسطس 2022 عملية شاملة لمواجهة الحركة.
تنامي تهديدات
في الأثناء، قال خبير الشؤون الأفريقية، مدير الملف الأفريقي بمؤسسة الجمهورية الجديدة للتنمية، رامي زهدي، في تصريحات لـ«البيان»، إن التصدي للإرهاب دائماً ما يتصدر أولويات حكومة الصومال، موضحاً أن المهمة الأساسية للحكومة هي التخلص من «حركة الشباب» الإرهابية.
وأفاد بأن تصريحات رئيس الصومال، حسن شيخ محمود، يكشف مجموعة من الخطط للتخلص من هذه الحركة التي تعيق جهود التنمية، مشدداً على أن الرئيس الصومالي يسعى كذلك إلى الحصول على دعم ومساندة خارجية على مستوى الأموال والخبرات والمعلومات والتدريبات، لتتوافر لديه القدرة في أن يواجه الحركة، مستدلاً على ذلك بالإعلان أخيراً عن الوجود الأمريكي بالصومال في أكثر من خمس ولايات منها مقديشو، بهدف المساعدة في خطة القضاء على هذه الحركة.
واستطرد زهدي: «الحكومة في الصومال تسرع الخطى من أجل اتخاذ القرارات وتحييد جماعة الشباب خارج المشهد».
وتوقع استمرار الجيش الصومالي في التقدم تجاه مناطق تمركز الجماعات الإرهابية التي ستلجأ إلى توظيف طريقة الذئاب المنفردة والعمليات الفردية في المناطق النائية التي تستطيع الوصول لها. كما أكد أن الحكومة الصومالية تستطيع أن تحسن من الوضع.
تفكيك حركة
بدوره، أكد الباحث المصري المختص في شؤون الإرهاب الدولي والجماعات المتطرفة، منير أديب، في تصريحات لـ«البيان»، أن الحكومة الصومالية تبذل جهوداً كبيرة في مواجهة جماعات العنف، موضحاً أن الرئيس الصومالي يجدد دعوته لمواجهة هذه التنظيمات.
وأضاف: تأكيد الرئيس الصومالي المتكرر على ضرورة مواجهة الميليشيات الإرهابية في الداخل يعطي دفعة ويشحذ همم الصوماليين في مواجهة هذه الميليشيات التي انتشرت بصورة كبيرة في الداخل، وباتت تمثل خطراً على أمن البلاد وعلى أمن القارة الأفريقية، لاسيما وأن الحركة من أكبر الحركات المتطرفة الموجودة في أفريقيا، مشيراً إلى أن هذا ربما يؤدي إلى نتيجة ويتم إضعاف هذه الميليشيات تمهيداً للقضاء عليها وخلق بيئة من الاستقرار.
كما أشار إلى أن حركة الشباب الإرهابية تمثل تهديداً لأمن الصومال، مؤكداً أن التزام الحكومة الصومالية بمحاربة الحركة والقضاء على الحركات المتطرفة يبعث برسالة بأنها ستواجه الحركة حتى تفككها ويتم القضاء عليها بشكل كامل.
وذكر أن المجتمع الإقليمي والمؤسسات الأفريقية مع المجتمع الدولي يسعون إلى دعم الحكومة الصومالية وأجهزة الأمن في التصدي لخطر التنظيمات المتطرفة، وتدعيم مواجهة هذه الجماعات في الداخل الصومالي، ما يساعد على تفكيك هذه الحركة والتغلب على خطرها، مؤكداً أن الإصرار على المواجهة سيؤدي في النهاية إلى القضاء بشكل كامل على خطر هذا التنظيم.