قالت منظمة «وورلد سنترال كيتشين» (المطبخ المركزي العالمي) الأمريكية الخيرية، أمس الخميس، إن الجيش الإسرائيلي «استهدف» قافلتها الخاصة بالمساعدات في غزة عن عمد.
ورفضت البيانات الإسرائيلية التي أشارت إلى أنه هجوم مأسوي وقع بطريق الخطأ، مطالبة بإجراء تحقيق مستقل من طرف ثالث في ملابسات الغارة الإسرائيلية.
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة إيرين جور، والرئيس التنفيذي المشارك وأمين الصندوق خافيير جارسيا في بيان مشترك: «كان هذا هجوماً عسكرياً تضمن هجمات متعددة واستهدف ثلاث مركبات للمنظمة. المركبات الثلاث كانت تقل مدنيين.
كما أنها كانت تحمل كتابة تدل على أنها تابعة للمنظمة، وتم تنسيق حركة المركبات بصورة كاملة مع السلطات الإسرائيلية، التي كانت على علم بجدول أعمالها وخط سيرها ومهمتها الإنسانية».
وطالبت المنظمة، بإجراء «تحقيق مستقل يجريه طرف ثالث» بشأن تطور الأحداث وما إذا كان تم انتهاك القانون الدولي.
وصرح مؤسس المنظمة، الطباخ المقيم بالولايات المتحدة خوسيه أندريس، للقناة الإسرائيلية الـ 12 مساء أمس الأربعاء بأن الغارة كانت «هجوماً مباشراً» على موظفي المنظمة الإنسانية، وأن القوات الإسرائيلية استهدفت المركبات بصورة منهجية.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس.وقال بيان البيت الأبيض إن بايدن أكد لنتانياهو أن «الهجوم على العاملين في المجال الإنساني والوضع الإنساني بشكل عام غير مقبول».
وأضاف أن بايدن أوضح حاجة إسرائيل إلى «إعلان وتنفيذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لمعالجة الأضرار التي لحقت بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة».وأبلغ بايدن نتانياهو بأن السياسة الأمريكية سترتبط باتخاذ إسرائيل «إجراء فوريا» بشأن المدنيين في غزة. وحث بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي على التوصل إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة.
محاسبة المسؤولين
من جهته أعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عن غضبه من الغارة الإسرائيلية. وشدد على الحاجة إلى اتخاذ خطوات ملموسة على الفور لحماية عمال الإغاثة والمدنيين الفلسطينيين في غزة بعد إخفاقات التنسيق المتكررة مع جماعات الإغاثة الأجنبية. وحث على إجراء تحقيق سريع وشفاف، ومشاركة نتائجه علناً، ومحاسبة المسؤولين.
وذكر أوستن أن هذه «المأساة» عززت القلق المعرب عنه بشأن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح جنوب قطاع غزة، مع التركيز بشكل خاص على الحاجة إلى ضمان إجلاء المدنيين الفلسطينيين وتدفق المساعدات الإنسانية.
وقال مكتب غالانت، إن وزير الدفاع الإسرائيلي أكد خلال المحادثات، أن هناك تحقيقاً شاملاً في الحادث المأساوي جار بالفعل. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية راكيلا كارامسون في مؤتمر صحفي: «في الأسابيع المقبلة، عندما تصبح النتائج واضحة، سنكون شفافين ونشارك النتائج مع العامة».
في الأثناء قال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، أمس، إن على إسرائيل الاعتذار ودفع تعويضات لأسرة مواطن بولندي كان من بين سبعة من عمال الإغاثة قتلوا في ضربة جوية على غزة.
وطلب الرئيس البولندي أندريه دودا أيضاً من إسرائيل تقديم اعتذار وتعويض وإجراء تحقيق.
من جهته قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الخميس، إن التفسير الذي قدمته إسرائيل «ليس جيداً بما يكفي». وقال وأضاف: «نحن بحاجة إلى المحاسبة عن كيفية حدوث ذلك».