شعر دبلوماسيو مجلس الأمن الدولي في مقر الأمم المتحدة بمقاعدهم تهتز، فيما توقفت الطائرات عن الإقلاع فترة وجيزة، واهتز الأثاث داخل الأبنية في مختلف أنحاء نيويورك، أمس، عندما باغت زلزال المدينة التي لا تنام.
ولم يصب أحد بأذى، ولم تتأثر ناطحات السحاب التي تغطي أفق نيويورك. وكُتب في منشور على حساب «مبنى إمباير ستيت» على منصة إكس: «أنا بخير».
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن قوة الزلزال بلغت 4,8 درجات.
وبالقرب من مركز الزلزال في بلدة ليبانون في ولاية نيوجيرزي، قالت مشرفة المتجر دومينيكا أونييشكا، البالغة 50 عاماً: «ما زلت أرتجف» بعد أن أيقظها الزلزال.
وأضافت: «لم أشهد بمثل قوة هذا الزلزال من قبل. لقد اختبرت بعض الزلازل في السابق، لكن لا يمكن مقارنته بها. كان المنزل بكامله يهتز حقاً. كان السرير يهتز، والمنزل يصدر أصواتاً هادرة. سارعت لأتفقد كلبي. وجدته بخير».
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن المباني في بروكلين اهتزت ومعها أبواب الخزائن، وقطع الأثاث.
وقالت أنا فيلاغران، البالغة 62 عاماً، والمقيمة في بروكلين: «أنا متوترة، أنا أرتجف. أشخاص كثر يشعرون بالخوف حالياً».
وفي الأمم المتحدة، التي يقع مقرها الرئيس في نيويورك، عُلق اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في غزة بعد الزلزال لبعض الوقت.
وتساءلت ممثلة منظمة إنقاذ الطفولة جانتي سويريبتو، التي كانت تتحدث في ذلك الوقت: «هل هذا زلزال؟»، وقال أحد الدبلوماسيين مازحاً: «إنه زلزال للذكرى».
«ابقوا في الداخل»
بعد لحظات، رنّت هواتف الدبلوماسيين بصوت نظام إنذار الطوارئ الذي أكد وقوع الزلزال، ونصح الجميع بالبقاء في الداخل والاتصال بالرقم 911 في حالة الإصابة.
وتوقفت عمليات الإقلاع والهبوط في العديد من المطارات في المنطقة بما في ذلك لاغوارديا في نيويورك وفيلادلفيا ونيوارك في نيوجيرزي.
وقالت إدارة الطيران الفدرالية، في بيان، إن الحركة الجوية «ستستأنف عملياتها في أسرع وقت ممكن».
وأفاد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أنهم شعروا بالزلزال من فيلادلفيا إلى نيويورك وشرقاً على طول لونغ آيلاند. ونشر العديد من المستخدمين صوراً لأجزاء منهارة من محتويات الحدائق، وكتبوا عليها عبارة: «سنعيد البناء».
وكتبت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، على منصة «إكس»: «الزلازل ليست شائعة، ولكن بعضها حدث من قبل على طول ساحل المحيط الأطلسي، وهي منطقة أطلقت عليها إحدى الدراسات اسم الهامش السلبي العدواني؛ لأنه لا توجد حدود صفيحة نشطة بين صفيحتي المحيط الأطلسي وأمريكا الشمالية».
وقالت كارين جان بيار، المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه تم إطلاعه على الوضع.
ولاحقا قال بايدن: «فيما يتّصل بالزلزال تحدّثت إلى الحاكم، حاكم نيوجيرزي، وهو يعتقد أن كل الأمور تحت السيطرة وليس قلقاً؛ لذا فإن الأمور على ما يرام».
وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلازل المتوسطة الضرر تضرب في مكان ما في الممر الحضري مرتين تقريباً كل مئة سنة، ويمكن أن نشعر بالزلازل الأقل شدة كل عامين إلى ثلاثة أعوام تقريباً.
وتساءل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مازحين عما إذا كان حدوث زلزال قبل أيام من كسوف الشمس في الثامن من أبريل، الذي سيتمكن من رؤيته سكان مناطق شاسعة من شمال شرق الولايات المتحدة، ينذر بنهاية العالم.
وأقرت حاكمة نيويورك كاثي هوشول بأن سكان نيويورك غير معتادين على الزلازل، لكنها نبهتهم، في مؤتمر صحافي عقدته على عجل، إلى ضرورة أن يحذروا من توابع محتملة له.