تميزت احتفالات عيد الفطر في ليبيا بمسحة تفاؤلية رغم الأزمة المالية واستمرار حالة الانغلاق السياسي، فيما دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، إلى ضرورة التكاتف والتآزر ونبذ الخلافات، من أجل إعادة بناء مدينة درنة التي دمرتها العاصفة المتوسطية دانيال في العاشر من سبتمبر الماضي.
وأدى المنفي صلاة العيد في ساحة نادي «دارنس» بمدينة درنة بحضور رئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب أسامة حماد، الذي دعا بدوره، الليبيين إلى نبذ الفرقة والخلافات، وحثهم على اغتنام المناسبة للتسامح والتصافح، لاسيما أن روابط الدين وأواصر القربى تجمعهم.
وأعرب حماد عن ثقته في أصالة وطيبة نفوس الليبيين، وفي تمسكهم بأعرافهم وتقاليدهم المستمدة من الشريعة الإسلامية، مذكراً بما عرفته البلاد من تعاضد وتعاطف بين الليبيين بعد العاصفة دانيال التي اجتاحت مدينة درنة، والأزمة البيئية في مدينة زليتن.
وقال حماد إن حكومته استطاعت تقديم الكثير من الخدمات حسب الإمكانيات المتاحة رغم شحها، وتوفير السلع الأساسية وغاز الطهي والمحروقات من خلال محاربة محتكريها وتنظيم توزيعها وتكليف اللجان المختصة بذلك، وأكد أنها بذلت كل الجهود الممكنة لحل أزمة السيولة في شهر رمضان الكريم والتي تسببت في الازدحام على المصارف.
ورغم كل التحديات والصعوبات وعامل الوقت إلا أنها استطاعت توفير الوقت والقدر المناسب منها حسب ما أتيح إليها لتخفيف وطأة الأمر على الناس في هذه الأيام المباركة، مذكراً الليبيين بضرورة التكاتف والمودة.
كما أدى رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة صلاة عيد الفطر في مدينة مصراتة، وتقدم بالتهاني إلى أبناء شعبه وعبّر لهم عن أمانيه لهم بالخير والوحدة والاستقرار رغم ما وصفها بمحاولات التضييق والتشتيت، وخاطب الليبيين بالقول: «سامحونا على أي تقصير».
فيما أقرت وزارة المالية في حكومته، بأزمة السيولة، وأرجعتها إلى تداعيات استمرار نزيف الإنفاق الموازي الذي يعتمد بشكل مباشر على «طباعة العملة المزورة»، فضلاً عن أزمة تغطية الاعتمادات التي تنفذها المصارف، وفق بيان لها.
وبنفس المناسبة، دعا المبعوث الأممي عبد الله باتيلي إلى أن يكون العيد مناسبة لتعزيز قيم الإخاء والتسامح والسلام.
وقال في رسالة تهنئة: «إذ أستحضر مظاهر التكاتف والتضامن التي أبداها الليبيون خلال شهر رمضان الفضيل، أرجو أن يشكل عيد الفطر لهذا العام نقطة انطلاق نحو تجاوز الانقسام السياسي ومعالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة»، مثمناً ما وصفه بصمود الليبيات والليبيين وإصرارهم على تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في بلد موحد ومزدهر.
كما أكدت الولايات المتحدة، التزامها بالعمل مع جميع الليبيين لبناء مستقبل مشرق وتعزيز العلاقات بين الشعبين. وعبّرت في تهنئة نشرتها السفارة الأمريكية لدى ليبيا عن فخرها بالشراكة التي تجمعها مع المجتمعات الليبية في الشرق والغرب والجنوب.