حذّرت إسرائيل، إيران السبت، من "تبعات خيار تصعيد الوضع" في المنطقة التي تتوجّه إليها تعزيزات عسكرية أميركية؛ تحسّبا لأي ردّ انتقامي على تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، بعد أكثر من 6 أشهر من اندلاع الحرب على غزة.
وتتزايد المخاوف من اتّساع رقعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على الصعيد الإقليمي، في حين ما زال الوسطاء القطريون والمصريون والأميركيون بانتظار ردّ كلّ من حماس وإسرائيل على مقترحهم الأخير للتهدئة.
وفيما باتت إسرائيل في حالة تأهّب قصوى تحسبا لردّ انتقامي، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هغاري في بيان، السبت، إن "إيران ستتحمل تبعات خيار تصعيد الوضع بشكل أكبر".
وصرّح: "عزّزنا جاهزيتنا لحماية إسرائيل من هجوم إيراني جديد. ونحن بدورنا مستعدّون للردّ".
وتعهّدت الجمهورية الإسلامية الردّ على ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان/أبريل، وأدت إلى مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري بينهم ضابطان رفيعا المستوى.
وعبّر اللواء يحيى رحيم صفوي، كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية، عن ارتياحه لأن اسرائيل "تشعر بالهلع" من "انتقام وصفعة إيران المرتقبة" ردّا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) عن اللواء صفوي، قوله الجمعة، إن "الصهاينة يعيشون في حالة رعب منذ أسبوع وأعلنوا الاستنفار، وأوقفوا هجومهم المرتقب على رفح؛ لأنهم لا يعرفون ماذا تريد إيران أن تفعله، ومتى وكيف سيكون ردها، ولذلك؛ فإن الخوف يلف الكيان الصهيوني وحُماته".
وأضاف صفوي الذي كان يتحدث في مراسم تأبين في اليوم السابع لمقتل اللواء محمد رضا زاهدي في قصف القنصلية الإيرانية، أن "هذه الحرب النفسية والسياسية والإعلامية هي أشد رعبا للصهاينة من الحرب نفسها، وقد أجبرت قسما منهم على الهروب، وقسما آخر على النزول إلى الملاجئ في كل ليلة؛ لأنهم يخافون من الهجوم الإيراني".
تعزيزات أميركية
ومساء الجمعة، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن: "نرسل تعزيزات إلى المنطقة لدعم جهود الردع الإقليمي، وتعزيز حماية القوّات الأميركية".
وتوقع الرئيس الأميركي الجمعة، أن تضرب طهران قريباً. وقال جو بايدن: "لا أريد الخوض في معلومات سرية، لكني أتوقع (أن تحصل الضربة) عاجلا وليس آجلا". ولكنه دعا طهران إلى الامتناع عن ذلك.
وفي هذا السياق، أوفد الرئيس الأميركي قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال إريك كوريلا إلى إسرائيل الخميس، للقاء مسؤولين عسكريين.
والسبت، أعلنت هولندا غلق سفارتها في إيران وقنصليتها في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق "على سبيل الاحتياط". وبالأمس، أعلنت الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" وشركة الطيران النمساوية "أوستريان إيرلاينز" التابعة لها تعليق الرحلات من طهران وإليها حتّى يوم الخميس 18 نيسان/أبريل.
وجدّدت عدّة بلدان، بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، دعوة رعاياها لعدم التوجّه إلى إيران.
عدوان في وسط القطاع
وبانتظار الردّ على مقترح الهدنة الأخير، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي بلا هوادة عدوانه على قطاع غزة المحاصر الذي يهدد الجوع سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون، بحسب تحذيرات الأمم المتحدة.
وبعد انسحاب قوّات الاحتلال الإسرائيلية من خان يونس (الجنوب) قبل أسبوع، أعلن الجيش السبت أنه يواصل عملياته ضدّ حركة حماس في وسط قطاع غزة.
وفي مدينة دير البلح، أظهر تسجيل مصوّر لوكالة فرانس برس أكواما من الركام، بينها أنقاض مسجد. وقد أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء المنطقة، بحسب ما قال محمد عادل ثابت من مخيّم النصيرات.
وأضاف: "وبعدما أخلينا المنطقة بربع ساعة، تم نسفها بالكامل" وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت عن قصف أكثر من "ثلاثين هدفا" في غزة خلال اليوم السابق.
ودوّت صفّارات الإنذار الجمعة في مدينة سديروت، بحسب ما كشف الجيش مشيرا إلى أنه اعترض صواريخ أطلقت من غزة.
والجمعة، أعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران أنه أطلق "عشرات صواريخ الكاتيوشا" على مرابض مدفعية إسرائيلية، في هجوم قال، إنه ردّ على الهجمات الإسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدوره السبت، أنه قصف "مجمّعا عسكريا كبيرا" لحزب الله في جنوب لبنان.
واندلعت الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأدّت الحرب في غزة إلى توتّر الوضع في الضفة الغربية المحتلة. وعُثر السبت على فتى إسرائيلي "مقتولا" بعد حملة للبحث عنه، فيما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "جريمة شنيعة".
"ليست ملموسة بعد"
وإضافة إلى حصيلة الشهداء والدمار، تسبّبت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية في القطاع برمّته الذي لا تدخله سوى كمّيات شحيحة من المساعدات التي تتحكّم إسرائيل بسبل إيصالها.
وأفادت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن ارتفاع قياسي في عدد شاحنات المساعدات التي سمح لها بالدخول إلى غزة في الأيام الأخيرة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة، فتح معبر جديد من جهة الشمال. وقالت وسائل إعلام، إن المعبر يقع على مقربة مع منطقة زيكيم الإسرائيلية على مسافة غير بعيدة من معبر بيت حانون المغلق حاليا.
منذ أشهر، تحضّ وكالات إغاثة وحكومات أجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إسرائيل، على فتح طرق إمداد مباشرة إلى شمال قطاع غزة، حيث الأزمة الإنسانية أكثر حدة.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عبر منصة إكس، إن "الزيادة في المساعدات ليست ملموسة بعد".
وأضاف "يجب أن تكون المساعدات قادرة على الوصول بأمان إلى جميع المحتاجين إليها"، داعيا إسرائيل إلى "رفع" القيود المفروضة على موظفي وكالته للسماح لهم بالوصول إلى شمال غزة.
وأعرب البابا فرنسيس من جهته الجمعة، عن "حزنه" بسبب "الصراع في فلسطين وإسرائيل" وذلك في رسالة وجّهها بمناسبة نهاية شهر رمضان.
وقال البابا: "ليتوقف إطلاق النار فورا في قطاع غزة حيث تحدث كارثة إنسانية، ولتصل المساعدات إلى السكان الفلسطينيين الذين يتألمون بضراوة، وليطلق سراح الرهائن الذين خطفوا في تشرين الأول/أكتوبر". وتطرّق البابا في رسالته إلى "سوريا المعذّبة ولبنان وكل الشرق الأوسط".