عام على الصراع في السودان: جوع وفرار وسيناريوهات قاتمة للمستقبل

{title}
همزة وصل   -
دخل السودان نفق الحرب المظلم قبل عام وحتى اللحظة لاتوجد بارقة أمل تخرجه من غياهبه ما يشي بمستقبل قاتم، في ظل حالة من الفوضى، والنزوح الذي يعد الأكبر في العالم ، فقد التهمت نيران الحرب الأخضر، واليابس، ولم يصل طرفاها بعد إلى الإرادة الكافية لإيقافها، مما زاد من رقعة تمددها لتصل إلى ولايات لم تشهد نزاعات مسلحة من قبل، وحصدت آلتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، في ظل أوضاع إنسانية مأسوية يعيشها الملايين الذين فروا ما بين لاجئ بدول الجوار ونازح تتقاذفهم الظروف القاسية
السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم
 أظهرت بيانات الأمم المتحدة التي صدرت اليوم الاثنين بمناسبة مرور عام على اندلاع الحرب الأهلية في السودان أن نحو 20 ألف شخص ينزحون يوميا في السودان.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من نصف النازحين من الأطفال وصغار السن.
وأضافت المنظمة أنه يقدر أن أكثر من 6ر8 ملايين شخص فروا من منازلهم منذ أبريل الماضي. وقد هرب نحو مليوني شخص عبر الحدود إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.
وقالت المديرة العامة للمنظمة ايمي بوب " السودان يسير في طريق سريع مأساوي ليصبح أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم منذ عقود".
وأضافت" الصراع الذي اجتاح البلاد يتسبب في ضغط في أنحاء المنطقة. الملايين أصبحوا نازحين وجوعي وعرضة للاستغلال والإساءة، ولكن الكثير من دول العالم تتجاهل محنتهم".
نداء أممي لوقف الحرب
وقالت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن السودان، إن الشعب السوداني سئم النزاع المدمر مع دخول الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع عامها الثاني.
وشددت البعثة على ضرورة التزام طرفي النزاع بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الهجمات على المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وقال رئيس البعثة المستقلة محمد شاندي عثمان «حان الوقت لتتوقف هذه الحرب المدمّرة»، وفق بيان للبعثة نشرت نسخة منه بالعربية.
وأضاف «لقد تحمل الشعب السوداني ما يكفي، ولا بدّ على الأطراف المتحاربة إيجاد طريق للسلام واحترام حقوق الإنسان».
وقال عثمان، وهو رئيس المحكمة العليا السابق في تنزانيا، إن الطرفين المتحاربين لم يبديا اهتماماً بحماية المدنيين، وإن البعثة تحقق في تقارير عن هجمات متكررة على المدنيين والمدارس والمستشفيات. كما أشارت البعثة إلى تقارير عن هجمات على قوافل المساعدات.
وقالت منى رشماوي وهي من المحققين الثلاثة في البعثة، «تثابر وكالات الإغاثة في عملها على الرغم من الهجمات على القوافل الإنسانية والموظفين الإنسانيين والمستودعات الإنسانية، ونهبها».
وأضافت «نحقق أيضاً في تعمّد عرقلة المساعدات الإنسانية الموجّهة إلى المدنيين المتواجدين في مناطق يسيطر عليها الطرف الآخر».
وأثارت البعثة أيضاً مخاوف بشأن ضعف المحاصيل وارتفاع أسعار الحبوب وخطر حدوث كارثة غذائية. ودعت الجانبين إلى الالتزام بعملية سلام شاملة.
انهيار النظام الصحي
 أعلن وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم أن "حجم الدمار والتخريب في القطاع الصحي في السودان يقدر بنحو 11 مليار دولار، وأن الحرب دمرت مستشفيات بالكامل"، وأكد "سعي الحكومة بجهد محلي ودعم دولي إلى إعادة المستشفيات المدمرة إلى العمل، وإطلاق صندوق لإعادة إعمار وتأهيل المستشفيات، بدءا بتلك الموجودة في ولاية الخرطوم".
وفي السابق كشفَ وزير الصحة السوداني، عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا، رغم تنفيذ حملات التطعيم في بعض الولايات، وأضاف فى مقابلة مع صحيفة "سودان تربيون"، أن السودان سجل 10 آلاف و800 إصابة بالكوليرا، وفقَا لآخر تقرير عن الوضع الوبائي في 12 ولاية، وبلغت إصابات حمى الضنك 7.500 حالة في 11 من أصل 18 ولاية.
وأشارت تقارير رسمية إلى أن "أكثر من 200 شخص توفوا بأمراض مرتبطة بالكوليرا" بعد اندلاع الحرب في السودان.
انهيار البنية التحتية ومنشآت تاريخية
ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل من العام الماضي 2023، تعرضت أكثر من 300 منشأة تاريخية وحيوية في الخرطوم ومدني ودارفور وكردفان لدمار شامل أو جزئي، كما فقد مئات الآلاف من سكان الخرطوم القدرة على العيش في منازلهم بسبب ما لحق بها من دمار كلي أو جزئي جعلها عرضة للخطر.
أما دمار البنية التحتية، فهو كبير جدا، وخصوصا وسط العاصمة الخرطوم، فقد تعرض مطار الخرطوم الدولي لأضرار بالغة شملت المدرجات الرئيسية وصالات المسافرين وغيرها من منشآت المطار المهمة التي يمكن أن يستغرق إصلاحها شهورا طويلة حال توقف الحرب الحالية.
وتعرض القطاع الخاص السوداني بمختلف قطاعاته لخسائر مدمرة وفقد معظم رجال الأعمال كل أو جل أملاكهم ومدخراتهم في العاصمة القومية والمناطق المتأثرة بالعمليات القتالية، وقدرت الخسائر الاقتصادية في البلاد جراء الصراع بنحو 120 مليار دولار.
 باريس تستضيف مؤتمرا دوليا بشأن السودان
تترأس فرنسا وألمانيا مؤتمراً دولياً للجهات المانحة في باريس اليوم الاثنين لجمع الأموال من أجل المساعدات الإنسانية الضرورية.
وسيترأس وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ومنسق السياسة الخارجية الأوروبية جوزيف بوريل المؤتمر، الذي سيشارك فيه مندوبو جماعات إغاثة تعمل على الأرض وممثلو الدول المجاورة للسودان.
 ومن المقرر أن يبدأ اجتماع باريس بإجراء مشاورات سياسية، من المتوقع أن يشارك فيها أكثر من 20 وزيرا، خاصة من الدول المجاورة للسودان، بالإضافة إلى ممثلي منظمات دولية رئيسية.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير