أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر الدولي بشأن السودان الذي عقد في باريس، أمس، تعهد المانحين بتقديم أكثر من ملياري يورو (2.13 مليار دولار)، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لبدء حرب السودان التي تحولت لـ«أزمة منسية».
وقال ماكرون إن الالتزامات التي سُجّلت من قبل بلغت 190 مليون يورو فقط، وإن دول الاتحاد الأوروبي ستساهم بـ 900 مليون يورو من التعهدات الإجمالية التي تبلغ حصة فرنسا فيها 110 ملايين. وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه: «منذ عام، وجد السودانيون أنفسهم ضحايا حرب رهيبة... لا تترك إلا الفوضى والمعاناة». وأضاف: «السودانيون هم أيضاً ضحايا النسيان واللامبالاة»، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الهجمات العشوائية على المدنيين في السودان يمكن أن تشكل «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
ودعا المؤتمر إلى كسر الصمت المحيط بالحرب في السودان ودفع المجتمع الدولي للتحرك.
وقالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك أن المجتمع الدولي يجب ألا يصرف نظره عن الحرب في السودان التي تسببت في أزمة إنسانية كارثية، متحدّثة عن «المعاناة التي لا توصف» للسودانيين. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه بـ«الضغط الدولي» فقط يمكن دفع الطرفين إلى التفاوض.
إلى ذلك، حذّرت الجامعة العربية أمس، من تفاقم معاناة الشعب السوداني وصعوبة نجاح التفاوض بين الأطراف السودانية ما لم تتحقق الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار الشامل في البلاد. وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي في كلمة أمام المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس: «من دون نجاح للمساعي الوطنية والإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الشروط السياسية والعسكرية لتحقيق وقف إطلاق نار شامل سيظل إنشاء منبر تفاوضي ناجح بين الأطراف السياسية أملاً صعب المنال»، حسب ما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي».
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي إن ماساة السودان أصبحت واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في العالم في الذاكرة الحديثة، وواحدة من كبرى أزمات النزوح، محذرة من أن المجاعة تلوح في الأفق. وأكدت في بيان أن نصف سكان السودان – 25 مليون شخص – بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، إذ نزح 8.6 ملايين شخص داخل البلد وخارجه، منهم 4 ملايين طفل.