وجهت موسكو تهديداً للغرب بنكهة نووية، إذ هددت بضرب الأسلحة النووية الأمريكية في حال نشرها في بولندا، الدولة العضو في حلف الناتو، وذلك في وقت تواصل القوات الروسية تقدمها على جبهة شرقي أوكرانيا.
وصرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، أن بلادها ستضع الأسلحة النووية الأمريكية، التي تحدثت بولندا عن استعدادها لنشرها على أراضيها، على قائمة الأهداف التي سيتم ضربها في حالة الصراع مع «الناتو».
ونقلت وكالة سبوتنيك عن زاخاروفا قولها: «مثل هذه التصريحات الاستفزازية للقيادة البولندية ليست جديدة». وتابعت: «لم تخفِ السلطات البولندية طموحاتها لفترة طويلة في ما يتعلق بكيفية «التشبث» بالأسلحة النووية الأمريكية المتمركزة في أوروبا، وهي تنسجها بنشاط في سياستها العدائية العميقة تجاه روسيا».
وأضافت زاخاروفا: «من الواضح أنه لا يكفي بالنسبة لبولندا أن تكون بالفعل عضواً في حلف الناتو، التي تصنف نفسها بشكل تعسفي على أنها «تحالف نووي»، حيث إن وارسو تشارك بنشاط في تطوير ما يسمى بـ «المهمات النووية المشتركة» لتكتل الناتو، كدولة تقدم الدعم المباشر لمثل هذه العمليات».
وأشارت زاخاروفا إلى أن «كل هذا يؤدي معاً إلى حقيقة أننا في تخطيطنا العسكري نتعامل مع بولندا باهتمام خاص، ووفقاً للتهديدات التي تواجه روسيا بمشاركة هذا البلد». وتابعت: «لقد أخذنا العامل البولندي بالطبع في الاعتبار من قبلنا، ومن قبل أصدقائنا البيلاروسيين، في عملية اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز أمن دولة الاتحاد».
وأكدت: «يبدو أن وارسو تسعى بشكل جنوني إلى جذب المزيد من الاهتمام من المخططين العسكريين في هيئة الأركان العامة الروسية، وليس من الصعب الافتراض أنه في حالة ظهور أسلحة نووية أمريكية على الأراضي البولندية، فإن الأشياء المقابلة ستنضم على الفور إلى قائمة الأهداف المشروعة للتدمير، في حالة الصراع العسكري المباشر مع «الناتو»».
في الغضون، أعلنت روسيا أمس، أن قواتها سيطرت على بلدة نوفوميخيليفكا الواقعة على بعد 40 كيلومتراً جنوب غربي مدينة دونيتسك الأوكرانية، في تقدم هو الثاني الذي تعلنه خلال يومين، فيما حذرت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، من أن الوضع على الجبهة سيسوء منتصف مايو وأوائل يونيو، وستكون «فترة صعبة»، مع تزايد المخاوف من هجوم روسي جديد.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن قواتها الجنوبية سيطرت بالكامل على نوفوميخيليفكا «وحسنت الوضع التكتيكي على جبهة القتال».
وأفادت روسيا، الأحد، بأنها سيطرت على قرية بوغدانيفكا الواقعة إلى الشمال، والواقعة شمال شرقي تشاسيف يار، وهي بلدة استراتيجية، يمكن في حال سقوطها، أن تفتح الطريق أمام روسيا للتقدم أكثر في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
في الأثناء، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، رداً على سؤال عن الوضع على الجبهة «دعونا لا نخوض في الكثير من التفاصيل، لكن ستكون هناك فترة صعبة في منتصف مايو وأوائل يونيو». وأضاف لـ (بي بي سي) أن الجيش الروسي «ينفذ عملية معقدة».
وقال بودانوف: «نعتقد أن وضعاً صعباً إلى حد ما ينتظرنا في المستقبل القريب، لكن يجب أن نفهم أنه لن يكون كارثياً».
ويمر الجيش الأوكراني بمرحلة حساسة، إذ يواجه نقصاً في المجندين الجدد والذخيرة، بسبب التأخير الكبير في تسلم المساعدات الغربية، لا سيما الأمريكية.