تلقي حرب غزة بظلالها على الشارع الطلابي والنيابي في الولايات المتحدة وأوروبا، من خلال الاحتجاجات ضد الحرب، أو الملاحقات القضائية لمواقف مؤيدة للفلسطينيين، في ظل تحريك مسألة وقف تزويد إسرائيل بالسلاح.
في أمريكا، اعتُقل أكثر من 130 شخصاً خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في حرم جامعة نيويورك، مع اكتساب تظاهرات طلابية زخماً في الولايات المتحدة على خلفية حرب غزة.
وأعلنت شرطة نيويورك توقيف 133 شخصاً وتخلية سبيلهم بعد صدور استنابات قضائية بحقهم، مع تسارع وتيرة التحركات الاحتجاجية كذلك في جامعتي ييل وكولومبيا وغيرها من الكليات.
ومع بدء عطلة الفصح اليهودي ليل الاثنين، بدأت الشرطة حملة اعتقالات لمتظاهرين في مخيم أقيم في حرم جامعة نيويورك.
وجاء في بيان للمتحدث نشرته الجامعة في موقعها الإلكتروني، أن هذا التطوّر «غيّر بشكل دراماتيكي» الوضع، مشيراً إلى «سلوكيات غير منضبطة وتخريبية وعدائية» مع «هتافات ترهيبية وحوادث عدة تنطوي على معاداة للسامية».
وأضاف المتحدث «نظراً إلى ما سبق وما يشكّله الاختراق من مخاطر على السلامة، طلبنا المساعدة من شرطة نيويورك».
وأظهرت لقطات تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي ليل الاثنين على ما يبدو طلاباً يهوداً مؤيدين للفلسطينيين يقيمون مأدبة «السيدر» الفصحية التقليدية في مناطق الحراك الاحتجاجي في أحرام عدة بينها جامعة كولومبيا.
كذلك نظّمت تظاهرات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعتي ميشيغن وييل، حيث تم توقيف 47 شخصاً على الأقل بعدما رفضوا أوامر فضّ التجمّع.
نائبة فرنسية
في باريس باريس، أعلنت ماتيلد بانو رئيسة الكتلة النيابية لحزب «فرنسا الأبيّة» (يسار راديكالي) في البرلمان الفرنسي عن قيام الشرطة باستدعائها في تحقيق على خلفية «تمجيد الإرهاب» فُتح إثر بيان نشرته الكتلة يوم 7 أكتوبر.
وقالت بانو في بيان «هي المرّة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة التي يتمّ فيها استدعاء رئيسة لكتلة من المعارضة في الجمعية الوطنية لسبب بهذه الخطورة». وصرّحت «أحذّر علناً من هذا الاستغلال الخطير للقضاء بهدف كمّ الأصوات السياسية المعبّر عنها».
ويندّد حزب «فرنسا الأبيّة» باستغلال القضاء لمصالح خاصة، مؤكّداً أن السلطات تجعله يدفع ثمن دعمه للفلسطينيين وتوصيفه الوضع في غزة بـ«الإبادة الجماعية».
الأسلحة البريطانية
وفي لندن، حدد قاض أمس، شهر أكتوبر موعداً لنظر المحكمة العليا دعوى منظمة حقوقية فلسطينية لوقف صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، استناداً إلى أنها تنتهك القانون الدولي من خلال الحرب في غزة.
وتتحرك مؤسسة الحق، ومقرها الضفة الغربية، قانونياً ضد بريطانيا بشأن تراخيص تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية.
إلى ذلك، قالت وكالة المخابرات الهولندية (إيه.آي.في.دي) أمس، إن أجهزة المخابرات الغربية منعت ما لا يقل عن 10 هجمات لمتشددين في أنحاء متفرقة من أوروبا العام الماضي، وإن حرب غزة زادت من خطر وقوع هجمات أخرى.
وقالت الوكالة في تقريرها السنوي، إن الهجمات التي تم إجهاضها شملت خطة طعن عشوائي للأفراد والإعداد لمهاجمة مبان ومناسبات محددة.
وأوضحت «كانت هناك قضيتان مؤثرتان: العبث بالمصاحف في هولندا ودول أوروبية أخرى، والصراع بين إسرائيل وحماس».