وصفت موسكو تدريبات غربية قرب حدودها بـ«العمل الاستفزازي»، بينما أعلنت مفوّضة شؤون الأطفال الروسية ماريا لفوفا بيلوفا أمس، التوصل إلى اتفاق مع كييف لتبادل 48 طفلاً نازحاً بسبب الحرب، عقب أول اجتماع بين مسؤولين روس وأوكرانيين حول هذا الموضوع في قطر. وقالت لفوفا بيلوفا للصحافيين «نتيجة لذلك الاتفاق، سيعود 29 طفلاً إلى أوكرانيا و19 إلى روسيا».
وفي الأشهر الأخيرة، عملت قطر، وفقاً لكييف وموسكو، كوسيط لإعادة الأطفال الأوكرانيين الموجودين على الأراضي الروسية منذ فبراير 2022.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس عن إسقاط 8 طائرات مسيرة أوكرانية في 4 مقاطعات بالجزء الأوسط من روسيا. وجاء في بيان الوزارة: «خلال الليلة (قبل) الماضية، تم إحباط محاولات قام بها نظام كييف لتنفيذ عدد من الهجمات الإرهابية باستخدام طائرات مسيرة على منشآت في أراضي روسيا».
وأضاف: «دمرت أنظمة الدفاع الجوي 8 طائرات مسيرة أوكرانية، منها: 3 فوق أراضي مقاطعة كورسك، و2 في أجواء مقاطعة بيلغورود، و2 فوق مقاطعة فورونيج، و1 فوق مقاطعة سمولينسك».
مستودعان للنفط
وقال مصدر دفاعي أوكراني لوكالة فرانس برس: «ضربت مسيّرات تابعة لجهاز الأمن الأوكراني مستودعين للنفط في منطقة سمولنسك» الروسية على بعد حوالي 400 كيلومتر من الحدود. وأشار إلى أن شركة النفط الروسية روسنفت «خسرت قاعدتين لتخزين الوقود والمشحّمات وضخّها في يارتسيفو ورازدوروفو» كانتا تحتويان على «26 ألف متر مكعّب من الوقود».
وصرّح المصدر أن «جهاز الأمن الأوكراني يواصل بفعالية تدمير المنشآت العسكرية واللوجستية التي تقدّم الوقود للجيش الروسي في أوكرانيا. وستبقى هذه المنشآت أهدافاً مشروعة بالكامل لنا».
من جهته، كتب حاكم سمولينسك فاسيلي أنوخين على تطبيق تلغرام «منطقتنا مستهدفة مجدّداً بهجمات مسيّرات أوكرانية»، مضيفاً أن «حرائق اندلعت على الأرجح إثر هجوم العدوّ على مواقع مدنية لمنشآت طاقة»، ومؤّكداً عدم سقوط ضحايا. وصرّح في فترة لاحقة أن عناصر الإطفاء يخمدون حرائق في منطقتي سمولينسك ويارتسيفو.
واستهدف هجوم آخر بمسيّرات الأربعاء المنطقة الاقتصادية الخاصة في مدينة ليبتسك الواقعة هي أيضاً على بعد حوالي 400 كيلومتر من الحدود الأوكرانية لكن باتّجاه الجنوب، والتي تضمّ خصوصاً شركات تعدين وصيدلة، وفق ما أفاد حاكم المنطقة إيغور أرتامونوف عبر «تلغرام».
عمل استفزازي
من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن التدريبات التي يبدأها حلف شمال الأطلسي «الناتو» غداً في فنلندا بالقرب من حدودها مع روسيا عمل استفزازي.
وأضافت لوكالة الإعلام الروسية في تصريحات نشرت الأربعاء: «التدريبات العسكرية لحلف شمال الأطلسي قرب الحدود الروسية طبيعتها استفزازية. مهمتها هي الضغط عسكرياً على الاتحاد الروسي من خلال إظهار القوة». وتابعت قائلةً: «تلك التدريبات.. تزيد من خطر وقوع حوادث عسكرية محتملة».
وقالت إن ممثلي الناتو «لتبرير تطلعاتهم العدوانية، يقومون عمداً بإثارة الهستيريا حول «التهديد» الروسي الوهمي، وكذلك نشر تلميحات حول «خطط روسيا لمهاجمة الدول الأعضاء في المنظمة».
وأكدت أن موسكو تراقب عن كثب «الأعمال العدوانية» للغرب. وأضافت: «بلا شك، سيتم اتخاذ جميع التدابير السياسية والعسكرية التقنية اللازمة لوقف التهديدات التي تستهدف القدرات الدفاعية لبلادنا».