يشارك الأردن دول العالم الأربعاء، الاحتفال بعيد العمال العالمي الذي يأتي كل عام تقديرا لدورهم في بناء الوطن، باعتبارهم المساهم الرئيس والفاعل في العملية الإنتاجية.
وعيد العمال الذي يحتفي به الأردن والعالم في الأول من أيار ، يتزامن هذا العام مع مناسبة وطنية، وهي اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية.
وشهد قطاع العمل والعمال تطورا كبيرا، وحقق إنجازات نوعية على مختلف الصعد والمستويات منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، من حيث فرص العمل وتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني ودعم مسيرة التنمية الشاملة وتطوير معايير العمل الوطنية والارتقاء بالحقوق العمالية وتحسين شروط وظروف العمل.
وركز جلالته في خطاباته ورسائله خلال السنوات الماضية على ضرورة توفير جو من الاستقرار الوظيفي للعامل وبيئة العمل السليمة والآمنة ليؤكد فيها اهتمامه على وجه الخصوص بهذه الشريحة كونها تتميز بالجد والجدارة والاجتهاد اليومي في بذل كامل طاقاتها وقدراتها لرفعة الوطن وازدهاره.
وأكدت الحركة العمالية والنقابية، اعتزازها بالقيادة الهاشمية, وتجدد فخرها بما تحقق من إنجازات وهي تسير بخطى واثقة نحو مسيرة البناء والتحديث.
كما ثمنت التوجيهات الملكية السامية للحكومات بإطلاق المبادرات والمشاريع التي من شأنها توفير فرض العمل، والتخفيض من معدلات البطالة المرتفعة، وتعزيز نشاط الاقتصاد الوطني.
وهنأت وزيرة العمل ناديا الروابدة جميع عمال الأردن على اختلاف مواقعهم بمناسبة عيد العمال تقديرا لهم على عطائهم الموصول في سائر ميادين الإنتاج ولدورهم الكبير في دفع مسيرة البناء والمساهمة في رفعة الوطن وتقدمه.
وأكدت الروابدة أن وزارة العمل تعي جيدا أهمية دور العمال الكبير في بناء الوطن، كونهم عصب الاقتصاد الوطني وأساس نهضته، لهذا حرصت على حماية حقوقهم ومكتسباتهم العمالية من خلال تطوير التشريعات ومنظومة التفتيش وآلية استقبال الشكاوى العمالية عبر المنصة الإلكترونية "حماية"، بالإضافة إلى تعديلات قانون العمل لسنة 2023 التي عززت الحماية للمرأة العاملة وللأشخاص ذوي الإعاقة.
وأشارت إلى أن الوزارة تسعى دائما إلى تطوير التشريعات والإجراءات الناظمة لسوق العمل بالتشاور والتشاركية مع أطراف الإنتاج من أصحاب عمل ونقابات عمالية حرصا منها على تعزيز الحوار الاجتماعي بين جميع الشركاء.
وأضافت الروابدة أن الوزارة عملت على تطوير منظومة السلامة والصحة المهنية لتوفير بيئة عمل آمنة وصحية وسليمة للعمال في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية استجابة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني التي وردت في خطاباته ورسائله خلال السنوات الماضية الموجهة إلى عمال الأردن بمناسبة عيد العمال التي شددت على ضرورة توفير جو من الاستقرار الوظيفي للعامل وبيئة عمل سليمة وآمنة التي من شأنها زيادة إنتاجيته وعطائه في المنشأة التي يعمل بها.
ولفتت إلى أن الوزارة تبذل جهودا كبيرة لحل النزاعات العمالية، حيث أسفرت هذه الجهود عن توقيع عقود عمل جماعية بين أصحاب العمل والنقابات العمالية الممثلة للعمال في العديد من القطاعات أسفرت عن تحصيل امتيازات لهم لتحسين ظروف عملهم وظروفهم المعيشية.
وشددت الروابدة على أن الوزارة حريصة على التشاركية مع القطاع الخاص الشريك الأساسي لعملها، مشيرة إلى أن من مخرجات هذه الشراكة إنشاء مجالس المهارات القطاعية ومظلتها هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية التي تهدف إلى تحديد المهارات المطلوبة لدخول سوق العمل لمختلف القطاعات لتأهيل وتدريب الشباب عليها، بالإضافة إلى تطوير معاهد ومشاغل مؤسسة التدريب المهني لتطوير البرامج التدريبية التي تؤهل الأيدي العاملة الأردنية لسوق العمل.
وأضافت أن من نتائج الشراكة مع القطاع الخاص استقطاب المستثمرين للاستثمار بالوحدات والفروع الإنتاجية في محافظات المملكة لتشغيل الأردنيين وإمكانية الاستفادة من الحوافز والمزايا المقدمة للمستثمرين في هذه الفروع التي وصل عددها حاليا إلى (29) وحدة وفرعا إنتاجيا، بالإضافة إلى البرنامج الوطني للتشغيل الذي يهدف إلى تشغيل الأردنيين من الفئة العمرية من 18-40 سنة في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية في محافظات المملكة.
وقال رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن خالد الفناطسة، إن العمال هم ثروة الوطن الحقيقية، ورأس المال البشري في عملية التنمية المستدامة، وهم سواعد الإنتاج التي تسعى للنهوض به في شتى القطاعات والمجالات الاقتصادية، مؤكدا أن توفير بيئة عمل آمنة لهم وتحسين ظروف العمل وشروطه، يسهم بزيادة الإنتاجية وتحفيز الاقتصاد، واستمرار مسيرة الوطن التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني.
وهنأ الفناطسة عمال الوطن في شتى القطاعات الاقتصادية، بمناسبة عيد العمال العالمي، قائلا "إن عمال الوطن من نشامى ونشميات الأردن، يشاركون العالم بعيد العمال العالمي الذي نحتفل به هذا العام تزامنا مع اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية، وهي المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا وعلى قلوب أبناء الأسرة الأردنية، والتي تحكي قصة إنجاز وصمود، وإصرار وعزيمة، وتمثل حقبة حافلة بالانجازات الوطنية ضمن مسيرة بناء الوطن".
وعرض الفناطسة، لأوجه التطور والتقدم التي شهدها قطاع العمل والعمال خلال فترة اليوبيل الفضي لجلالة الملك، والإنجازات والمكتسبات العمالية التي تحققت للحركة العمالية والنقابية، مشيدا بالاهتمام الملكي بعمال الوطن ودعم تطلعاتهم، وتحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، والتخفيف عنهم في ظل الاوضاع المعيشية والاقتصادية الراهنة، مثمنا التوجيهات الملكية السامية للحكومات بإطلاق المبادرات والمشاريع التي من شأنها توفير فرض العمل، والتخفيف من معدلات البطالة المرتفعة، وتعزيز نشاط الاقتصاد الوطني.
وشدد على أن الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن بصفته المظلة القانونية التي تمثل عمال الوطن من خلال النقابات العمالية المنضوية تحت مظلته، سيواصل العمل ضمن مرحلة عمل جديدة تستلهم من معاني المئوية الأولى؛ الهمة والعزيمة والإصرار، ومن اليوبيل الفضي لجلالة الملك؛ الإدارة الحكيمة والعمل الجاد، الأمر الذي يرتقي بالدور الوطني للاتحاد، ويسهم بتحقيق أهدافه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، ويعزز دوره في تمثيل عمال الوطن والدفاع عن حقوقهم، والعمل مع جميع الجهات والاطراف للوصول إلى حلول للتحديات التي تواجههم، مؤكدا في الوقت ذاته، أن الاتحاد سيواصل نهجه بالحوار الاجتماعي الفعال مع أصحاب العمل في سبيل الوصول إلى أهدافه، وتوفير العمل اللائق وتحقيق مكتسبات عمالية جديدة.
من جهته، قال رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات العامة والمهن الحرة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خالد أبو مرجوب إن عيد العمال يتزامن هذا العام مع مناسبة وطنية تتوج مرحلة مضيئة من بناء مسيرة الوطن، وتمثل محطة فارقة في تاريخ الأردن، هي اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية، مؤكدا أن عمال الوطن وهم يحتفلون بيومهم العالمي يجددون العهد مع مليكهم المفدى ويعتزون بقيادتهم الهاشمية التي جعلت من الأردن وطنا آمنا مستقرا، يؤمن بقدرات أبنائه، ويسير نحو التحديث والبناء والازدهار برغم الصعوبات والتحديات المحلية والإقليمية والدولية.
وأضاف أبو مرجوب، "ونحن نحتفل باليوبيل الفضي ضمن مسيرة تشييد الوطن نستذكر بكل فخر واعتزاز، الإنجازات الوطنية التي طالت جميع القطاعات الاقتصادية والتنموية والخدمية، ونستذكر المكتسبات العمالية التي تحققت خلال ربع قرن من الزمن في عهد جلالة الملك، وما طرأ من أوجه التقدم والتطور على واقع العمل والعمال"، مشيرا إلى أن الدعم الملكي لعمال الوطن، يشكل حافزا للقطاعات العمالية كي تستمر في بناء الوطن وتشارك مع مختلف الفعاليات الوطنية رسم المستقبل الزاهر.
وبين أن الأحداث العالمية وما نشهده من توترات سياسية وأزمات إقليمية، ومنها الحرب التي يتعرض لها الأشقاء في قطاع غزة ألقت بظلالها على القطاع السياحي.
وطالب أبو مرجوب، بإدماج النقابات العمالية في صنع السياسات الاقتصادية والبرامج والخطط الحكومية ذات العلاقة بالحياة الاقتصادية وسياسات سوق العمل والتشغيل والتدريب، ، فهي التي تمثل رأس المال البشري وأحد اهم عناصر الإنتاج، مؤكدا أن النقابة ستواصل عملها في الدفاع عن حقوق عمالها في القطاعات الاقتصادية التي تمثلها بموجب القانون، وتوفير بيئة العمل اللائق وتحسين ظروف وشروط العمل.