حراك الجامعات الأمريكية يعيد للأذهان "حرب فيتنام"

{title}
همزة وصل   -
صور عناصر مكافحة الشغب في الجامعات الأمريكية، الذين تدخّلوا بناء على طلب إداراتها، انتشرت في كل أنحاء العالم، ما ذكّر بأحداث مماثلة وقعت في الولايات المتحدة في حرب فيتنام.
وبعدما امتدت احتجاجات الطلاب إلى عشرات الجامعات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية، للتعبير عن معارضتهم الحرب الإسرائيلية على غزة، تم استدعاء الشرطة لقمع الاحتجاجات أو فضها.
وأمس، أعلنت جامعة «براون» أنّها توصّلت إلى اتّفاق مع مجموعة من طلابها مناهضة للحرب في غزة ينصّ على أن يزيل الطلاب المحتجّون مخيّمهم من الحرم الجامعي مقابل وعد بأن تعيد الجامعة النظر بعلاقاتها بشركات مرتبطة بإسرائيل، في أول اتفاق من نوعه بين جامعة أمريكية مرموقة والحراك الطالبي الداعم للفلسطينيين، وفضت شرطة نيويورك اعتصام الطلاب في مبنى بجامعة كولومبيا منذ ليل الإثنين احتجاجاً على حرب غزة، في حين حدثت صدامات في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس.
وقالت كريستينا باكسون، رئيسة الجامعة الواقعة في بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرقي الولايات المتّحدة)، إنّ الطلاب المحتجّين وافقوا الثلاثاء على إنهاء احتجاجهم وتفكيك مخيّمهم.
وأوضحت في بيان أنّ الطلاب وافقوا أيضاً على «أن يمتنعوا حتى نهاية العام الدراسي عن القيام بأيّ أفعال أخرى من شأنها أن تنتهك قواعد السلوك الخاصة بجامعة براون». وأضاف البيان إنّه في المقابل «ستتمّ دعوة خمسة طلاب للقاء خمسة أعضاء من مؤسّسة جامعة براون في مايو لتقديم حججهم في شأن سحب استثمارات براون من (شركات تسهّل وتستفيد من الإبادة الجماعية في غزة)».
ويمثّل هذا الاتفاق أول تنازل كبير من جانب إدارة جامعة أمريكية مرموقة إزاء الحركة الطلابية الاحتجاجية التي لا تنفكّ تتّسع نطاقاً في الولايات المتّحدة، وتسبّبت هذه الاحتجاجات في توقيف مئات الطلاب وفي شلل جامعات عدّة وفي انقسام حادّ في الرأي العام الأمريكي.
إخلاء «كولومبيا»
بالمقابل، فضت شرطة نيويورك اعتصام الطلاب في جامعة كولومبيا منذ ليل الإثنين احتجاجاً على حرب غزة، وتدخّل عناصر شرطية لفض صدامات وقعت أمس، في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بين محتجين مؤيدين للفلسطينيين وآخرين مؤيدين لإسرائيل.
وتدخلت شرطة نيويورك بصورة مكثفة مساء الثلاثاء في جامعة كولومبيا، مركز التظاهرات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين التي تعم الجامعات الأمريكية، لإخراج طلاب كانوا يتحصنون في أحد المباني منذ ليل الاثنين. ودخل مئات من عناصر الشرطة الحرم الجامعي مجهّزين بمعدات مكافحة الشغب وبمؤازرة آلية عسكرية مزوّدة سلّماً. وعند وصول الشرطة، بدأ المتظاهرون يهتفون «فلسطين حرة!» و«عار عليكم!».
وأكدت وسائط الإعلام الأمريكية في وقت لاحق أن الشرطة أخرجت جميع المتظاهرين من حرم الجامعة العريقة، وأفادت شرطة نيويورك في وقت لاحق بأنه تم توقيف نحو 300 شخص.
صدامات
وأعلنت شرطة لوس أنجلوس أنه «بناء على طلب من جامعة كاليفورنيا، وبسبب أعمال العنف التي ارتكبت داخل الحرم الجامعي، تدخلت الشرطة لتقديم الدعم لشرطة الجامعة واستعادة النظام». وأفادت محطة «سي إن إن» بأن الصدامات بدأت فجراً بين مجموعات مؤيدة للفلسطينيين ومحتجين مؤيدين لإسرائيل. وأظهرت مشاهد تلفزيونية متظاهرين متعارضين يشتبكون بالعصي ويحطمون حواجز معدنية، فيما آخرون يتراشقون بالمفرقعات.
وكان المستشار التنفيذي لجامعة كاليفورنيا جين د. بلوك حذّر قبل الصدامات من أن متظاهرين ومن بينهم «أفراد في الجامعة وآخرون غير منتسبين إلى حرمنا الجامعي» نصبوا خيماً الأسبوع الماضي. وفي كارولاينا الشمالية على ساحل الولايات المتحدة الشرقي، تدخلت الشرطة لإخراج محتجين من مخيم أقاموه في حرم جامعة في تشابل هيل.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير