كشفت تحاليل صور الأقمار الصناعية، التي أجراها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، عن تحويل ميليشيا الحوثي في اليمن «تحت الأرض» إلى منشآت وثكنات عسكرية.
وأفاد تقرير تحت عنوان «الحوثيون في اليمن يختفون عن الأنظار»، أن الحوثيين يحفرون وينشئون منشآت عسكرية جديدة، وكبيرة «تحت الأرض». وتزامنت عملية حفر هذه المنشآت مع مواصلة ميليشيا الحوثي اعتداءاتها على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتوضح جهود البناء أنه حتى قبل المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها كان الحوثيون يستعدون لصراع مستقبلي، ويسعون لتقوية أنفسهم، ما يؤكد أنهم ضد أي مسعى للسلام.
وذكر التقرير أن ميليشيا الحوثي التي تضايق الشحن في البحر الأحمر، قامت بتوسيع كبير للمنشآت العسكرية تحت الأرض، حسبما كشفت صور الأقمار الصناعية، التي استعرضها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أنقاضاً يجري إزالتها من مداخل الأنفاق، ومسارات جديدة لمركبات تؤدي إلى الأنفاق، فضلاً عن وجود مركبات تستخدم للإنشاءات في قاعدة الحفا العسكرية، ومجمع التلفزيون اليمني في صنعاء، ومنشأة التخزين العسكرية بالقرب من «الدبر».
بقايا الحفر
ويشير ظهور أكوام كبيرة من بقايا الحفر، المعروفة أيضاً باسم المخلفات، إلى أن العمل في قاعدة الحفا ربما شمل توسعة كبيرة للمنشأة الأصلية. ويعتقد التقرير أن الهدنة التي أعلنت في 2 أبريل 2022م استغلها الحوثيون في توسيع المنشآت الواقعة تحت الأرض.
وبين التحليل أنه في أواخر عام 2022 بدأ الحوثيون العمل في منشأة جديدة في وادٍ بالقرب من معقلهم المحلي في صعدة.
واعتباراً من فبراير 2024 تظهر صور الأقمار الصناعية ثلاثة مداخل لأنفاق واسعة تكفي لاستيعاب مركبات ثقيلة، وأكوام كبيرة من نفايات الحفر في الموقع.
وأظهر موقعان آخران بالقرب من صعدة مميزات تتسق مع بناء منشآت عسكرية تحت الأرض، إلا أنه لا يمكن تحديدها بشكل قاطع على هذا الأساس.
ويثير حجم المداخل الكبيرة بما يكفي لاستيعاب المركبات الثقيلة تساؤلات حول ما إذا كان يمكن استخدام هذه المرافق تحت الأرض، التي جرى تجديدها وتشييدها مؤخراً، في نهاية المطاف لإخفاء أجزاء من ترسانة الحوثيين الاستراتيجية من الصواريخ والطائرات المسيرة.