اتهمت موسكو حلف الناتو بالاستعداد «جدياً» لحرب معها، ووضعت الرئيسين الأوكرانيين الحالي فلاديمير زيلينسكي وسلفه بترو بوروشينكو في «قائمة المطلوبين» لها، بينما واصلت شن ضرباتها الواسعة على قطاعات الطاقة والسلاح في أوكرانيا، واستهدافها الأسلحة الغربية.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أمس: إن التدريبات العسكرية التي يجريها «الناتو» على مدى أربعة أشهر قرب حدود روسيا دليل على أن الحلف يستعد لصراع محتمل معها.
ونفت زاخاروفا اتهامات الحلف لروسيا قبل أيام بالتورط في هجمات إلكترونية على الدول الأعضاء به، قائلة: إن هذه «معلومات مضللة» تهدف إلى صرف الانتباه عن أنشطة الحلف.
وأضافت في بيان: إن الحلف هو الذي يشن حرباً وبأساليب مختلفة على روسيا عبر دعم أوكرانيا بالسلاح والمعلومات المخابراتية والتمويل. وأردفت: «تجرى في الوقت الحالي أكبر مناورة للحلف منذ الحرب الباردة بالقرب من حدود روسيا.
ووفقاً للسيناريو الخاص بهم، يتم التدريب على إجراءات التحالف ضد روسيا باستخدام جميع الأدوات، ومنها الأسلحة الهجينة والتقليدية».
وأضافت «علينا الإقرار بأن حلف الناتو يستعد جدياً لصراع محتمل معنا».
زيلينسكي مطلوب
في الأثناء، أدرجت وزارة الداخلية الروسية، الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي والرئيس السابق بترو بوروشينكو في لائحة المطلوبين في قاعدة بياناتها.
وتشير قاعدة بيانات الوزارة إلى أن فلاديمير زيلينسكي مطلوب بموجب مادة من القانون الجنائي الروسي، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، كما تم إدراج بوروشينكو في قائمة المطلوبين أيضاً.
يذكر أن صلاحيات زيلينسكي رئيساً والممنوحة له بموجب الدستور تنتهي في 21 مايو الجاري.
وشغل بوروشينكو منصب رئيس أوكرانيا في الفترة من سنة 2014 وحتى سنة 2019.
وفي مايو الجاري، وضعت وزارة الداخلية الروسية عدداً من الشخصيات السياسية الأوكرانية في قائمة المطلوبين، وعلى رأسهم أمين مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا ألكسندر ليتفينينكو، ووزير العدل السابق في أوكرانيا بافيل بيترينكو، والرئيس السابق لجهاز الأمن الأوكراني فالنتين ناليفايتشينكو، ووزير المالية السابق لأوكرانيا ألكسندر شلاباك، والرئيس السابق للبنك الوطني الأوكراني ستيبان كوبيف.
وفي نهاية أبريل المنصرم، وضعت وزارة الداخلية مرة أخرى نائبي البرلمان الأوكراني أليكسي جونشارينكو وفلاديمير باراسيوك في قائمة المطلوبين، إضافة إلى النائب الأول السابق لرئيس وزراء أوكرانيا فيتالي ياريما.
25 ضربة
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن 25 ضربة بأسلحة عالية الدقة وطائرات من دون طيار ضد مرافق البنية التحتية للطاقة والنقل في أوكرانيا، والمجمعات الصناعية العسكرية فيها، ومواقع تخزين الصواريخ والذخيرة، إضافة إلى ورشة عمل لإنتاج القوارب المسيرة والطائرات المسيرة، وذلك في الفترة من 28 أبريل وحتى 4 مايو، وفقاً لوكالة سبوتنيك.
وأشار بيان للوزارة إلى أنه تم استهداف نقاط الانتشار المؤقتة لوحدات التشكيلات القومية والمرتزقة الأجانب، فضلاً عن تجمعات القوة البشرية والمعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية.
وأضاف البيان إنه، في الأسبوع، سيطرت وحدات قوات مجموعة «الغرب» التابعة للقوات الروسية، على خطوط أكثر فائدة، واستهدفت القوات الأوكرانية في مناطق ستيلماخوفكا ونوفويغوروفكا في منطقة لوغانسك، وبيتروبافلوفسك وغلوشكوفكا وسينكوفكا في خاركوف، وتورسكوي في دونيتسك.
إسقاط صواريخ
ونقلت وكالة رويترز عن وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية أسقطت أربعة صواريخ طويلة المدى أمريكية الصنع فوق شبه جزيرة القرم، وهي من أسلحة معروفة باسم منظومة الصواريخ التكتيكية العسكرية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية.
وذكرت الوزارة في وقت لاحق أن الطائرات الروسية ومنظومات الدفاع الجوي أسقطت 15 من صواريخ منظومة الصواريخ التكتيكية في أسبوع. وفي سياق منفصل، قالت الوزارة أمس، إن القوات الروسية دمرت قبل أيام قطاراً عسكرياً يحمل معدات وأسلحة غربية.
وأعلنت السلطات الأوكرانية اندلاع النيران في عدة مواقع بمدينة خاركيف في شمال شرقي البلاد، عقب هجمات روسية بصواريخ ومسيرات الليلة قبل الماضية. وأفاد جهاز الطوارئ الحكومي الأوكراني بأن الحريق الأكبر اندلع في مستودع وامتد إلى مساحة ثلاثة آلاف متر مربع تقريباً، مضيفاً إن رجال الإطفاء هرعوا إلى الموقع.
وذكر سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 13 مسيرة وأربعة صواريخ مضادة للطائرات «اس-300». وقال سلاح الجو الأوكراني إنه اعترض جميع المسيرات، ولكن عمدة خاركيف، إيهور تيريخوف، قال إن طائرتين ضربتا المدينة.