نازحو غزة.. رحلة الرعب لا يمكن وصفها بالكلمات

{title}
همزة وصل   -
يكافح عمال الإغاثة من أجل توزيع المواد الغذائية والإمدادات الأخرى المتضائلة على مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بسبب ما تقول إسرائيل إنها «عملية محدودة» في رفح، حيث لا يزال المعبران الرئيسيان بالقرب من المدينة الواقعة بجنوب غزة مغلقين.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة: إن 360 ألف فلسطيني فروا من رفح خلال الأسبوع الماضي، من بين 1.3 مليون كانوا لجأوا إليها قبل بدء «العملية»، ومعظمهم فروا بالفعل من القتال في أماكن أخرى على مدار الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.
وقالت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن 38 شاحنة طحين وصلت عبر معبر إيريز الغربي، وهو نقطة الوصول الثانية إلى شمال غزة.
وأضافت: إن برنامج الأغذية العالمي يقوم بتوزيع المواد الغذائية من مخزونه المتبقي في مناطق خان يونس ودير البلح شمالاً والتي فر إليها العديد من الفارين من رفح. داخل رفح، لم تتمكن سوى منظمتين شريكتين مع برنامج الأغذية العالمي من توزيع المواد الغذائية، ولم تكن هناك أي مخابز تعمل في المدينة.
وقال مدير مستشفى الكويت، أحد آخر المراكز الطبية العاملة في رفح: إنه تم إبلاغ الطاقم الطبي والمقيمين الذين يعيشون بالقرب من المنشأة بإخلاء المستشفى. وحذر صهيب الهمص من أن أي إخلاء للمستشفى نفسه سيكون له «عواقب كارثية».
نزوح متجدد
ومرة أخرى، اضطر الآلاف من سكان غزة إلى الهرب تحت القصف من شمال القطاع ووسطه بعد دعوات الاحتلال إلى الإجلاء. ووسط القيود الإسرائيلية والعقبات التي تحول دون توزيع المساعدات بسبب القصف المستمر، يواجه حوالي 1.1 مليون فلسطيني في غزة مستويات كارثية من الجوع، على شفا المجاعة، وتحدث «مجاعة كاملة» في الشمال، وفقاً للأمم المتحدة.
وقال محمود شلبي، مدير برنامج المساعدة الطبية للفلسطينيين، وهي مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة، إنه تلقى مؤخراً أوامر بالانتقال من بيت لاهيا في أقصى الشمال إلى مدينة غزة.
وقال: «لقد غادرت منزلي عدة مرات الآن، مع والداي، وكلاهما أكبر من 70 عاماً، وأطفالي الثلاثة وزوجتي. رحلة الرعب والنزوح لا يمكن وصفها بالكلمات».
نحن تائهون
وتقول أم عدي نصار بعد وصولها إلى مدينة غزة قادمة من مخيم جباليا للاجئين: «ألقى الجيش مناشير وبعث رسالة على الجوال للتحذير من بقاء أحد في جباليا».
وتضيف «ليست هذه المرة الأولى التي ننزح فيها. كلما حاولنا العودة والاستقرار، تحدث عملية اجتياح ويقصف الجيش المنازل بالطائرات والدبابات ويقتل الناس».
ويقول محمود البرش من جباليا، إنه يشعر أن حياة سكان غزة أصبحت «مثل القط والفأر، نلحق بعضنا ونحن تائهون لا ندري إلى أين نتحرك أو إلى أين نذهب... والقصف مستمر».
ويقول عبد عياد (40 عاماً)، إن والده أصيب بشظايا قذيفة دبابة أثناء محاولته مع عدد من أفراد العائلة الخروج من حي الزيتون الواقع في جنوب شرق مدينة غزة.
ويضيف «دخلت (الشظية) من ظهره وخرجت من بطنه». ونقل الابن والده إلى مستشفى المعمداني في غزة في ظل عدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى المكان.
ويؤكد عياد «انتقلت من الزيتون إلى منطقة الميناء والوضع صعب. لم نأخذ معنا لا ملابس ولا أكل، كان همّنا الوحيد أن ننجو من القصف العنيف».