أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أنها لم تتلقَ إلا 12 % من تمويل بقيمة 2.7 مليار دولار، طلبته لمساعدة السودان الذي يشهد حرباً داخلية منذ أبريل العام الماضي، فيما حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من كارثة في الفاشر، شمال دارفور.
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» ينس لايركه لصحافيين «هذا ليس مجرد نداء يواجه نقصاً في التمويل، بل إنه نداء يواجه نقصاً كارثياً في التمويل».
وأضاف «إذا لم تصل المزيد من الموارد بسرعة، لن تتمكن المنظمات الإنسانية من تكثيف جهودها في الوقت المناسب لدرء المجاعة ومنع المزيد من الحرمان» من الأساسيات.
وأضاف «في السودان، يحتاج نصف السكان إلى مساعدات إنسانية. المجاعة تقترب. الأمراض تقترب.
القتال يقترب من المدنيين خصوصاً في دارفور». وتابع «حان الوقت الآن لكي يفي المانحون بالتعهدات التي قطعوها ويكثفوا جهودهم ويسهموا في مساعدة السودان، وأن يكونوا جزءاً من تغيير المسار الحالي الذي يودي إلى الهاوية».
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إنه يشعر «بالفزع» من تصاعد العنف قرب مدينة الفاشر السودانية، مضيفاً أنه أجرى مناقشات هذا الأسبوع مع قائدي طرفي الصراع محذراً من كارثة إنسانية إذا تعرضت المدينة لهجوم.
ويحتمي مئات الآلاف في الفاشر بلا إمدادات أساسية وسط مخاوف من أن القتال القريب قد يتحول إلى معركة شاملة للسيطرة على المدينة وهي آخر موقع للجيش السوداني في منطقة دارفور غرب السودان.
ومن شأن السيطرة على الفاشر أن يمنح دفعة كبيرة لقوات الدعم السريع في وقت تحاول فيه قوى إقليمية وعالمية دفع الجانبين للتفاوض لإنهاء الحرب الدائرة في السودان منذ نحو 13 شهراً.
وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم تورك إنه أجرى محادثتين هاتفيتين مع قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو لحثهما على وقف التصعيد.
وأضافت في إفادة صحافية للأمم المتحدة في جنيف «المفوض السامي حذر القائدين من أن القتال في الفاشر، حيث يوجد حالياً أكثر من 1.8 مليون نسمة من السكان والنازحين محاصرين ومهددين بخطر مجاعة وشيكة، سيكون له أثر كارثي على المدنيين وسيفاقم الصراع العرقي وستكون له تبعات إنسانية مروعة». وأشارت إلى أن تورك «روعته» أنباء العنف الذي اندلع هناك مؤخراً.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن 58 على الأقل قتلوا في محيط الفاشر منذ الأسبوع الماضي.