عوامل مؤثرة في اتجاهات تصويت الناخب الأمريكي

{title}
همزة وصل   -
تُعتبر الانتخابات الأمريكية حدثاً محورياً، ليس فقط في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، بل على المستوى العالمي أيضاً، ذلك أنها تثير اهتماماً كبيراً بسبب تأثيراتها الواسعة على مختلف القضايا الدولية والاقتصادية.
تلعب العوامل الداخلية دوراً حاسماً في تحديد نتائج الانتخابات الأمريكية، مع التركيز على الوضع الاقتصادي، والتوترات الاجتماعية، والسياسات الحكومية، فهي تؤثر في اتجاهات تصويت الناخب الأمريكي.
الملف الاقتصادي بصفة خاصة، يعد من أبرز العوامل التي تؤثر في قرار الناخبين، فعادة ما يتم تقييم أداء الرئيس الحالي بناءً على الأوضاع الاقتصادية، بالنظر إلى نسبة البطالة ومعدلات النمو الاقتصادي ومستويات التضخم، وأداء سوق الأسهم، وهي مؤشرات هامة، يعتمد عليها الناخبون لتحديد مدى نجاح السياسات الاقتصادية المتبعة.
عوامل داخلية
وفي هذا السياق، يُظهر الشارع الأمريكي تبايناً في ظل المنافسة المحتدمة بين الرئيس الحالي جو بايدن، والمنافس والرئيس السابق دونالد ترامب، إذ تعتمد فرص كل منهما على عدة عوامل داخلية، فبايدن يعتمد على سجل إنجازاته خلال فترته الرئاسية الأولى، بما في ذلك تعزيز الاقتصاد بعد جائحة «كورونا»، وتوسيع برامج الرعاية الاجتماعية والصحية، علاوة على دوره في محاربة التغير المناخي، غير أنه يواجه تحديات مثل التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، علاوة على الارتفاع غير المسبوق في الدين الأمريكي، الذي تخطى 34 تريليون دولار.
وبالتالي، تشكل عوامل التضخم وارتفاع الأسعار تحدياً داخلياً واسعاً أمام بايدن، وفق الباحث في مؤسسة أمريكا الجديدة، باراك بارفي، والذي يقول إن عديداً من الأمريكيين ليسوا واثقين، أو لم يستفيدوا من سياسات الرئيس الحالي اقتصادياً، مشدداً على أن ارتفاع الأسعار كافة، أسهم بشكل كبير في تصاعد الأزمة، وحالة القلق بين الناخبين، والتخوف من إدارة بايدين، خاصة بعد زيادة أسعار الوقود بنسب أكبر من عهد الرئيس السابق ترامب.
ويوضح أن نسب التضخم ما زالت مرتفعة (بعيداً عن المستوى المستهدف عند 2 %)، إلى جانب صعود أسعار كل شيء مرتبط بحياة المواطن، مضيفاً أن الأمريكيين غير قادرين على شراء الكثير من المنتجات، إلى جانب السيارات والمنازل، بالإضافة إلى ارتفاع الدين على البطاقات الائتمانية، وغيرها من العوامل الاقتصادية التي يضعونها نصب أعينهم، لدى الاختيار في انتخابات نوفمبر.
على الجانب الآخر، يتمتع ترامب بقاعدة جماهيرية كبيرة، ويعتمد على النقاط القوية في سياساته السابقة، مثل تحسين الاقتصاد وتقوية الحدود. فيما تدعمه عديد من استطلاعات الرأي، التي ترجح كفته بشكل أو بآخر، لا سيما في ما يتعلق بالناحية الاقتصادية، التي يركز عليها الناخب الأمريكي، غير أنه يواجه حكماً بالإدانة في 34 قضية جنائية، قد تشكل عائقاً بالنسبة له.
«وتبعاً لذلك، تبدو فرص ترامب جيدة لعدة اعتبارات»، بحسب خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور أحمد سيد أحمد، والذي يشدد على أنه رغم الإدانة القضائية لترامب، ومع وجود أكثر من قضية أخرى متعلقة «فكل هذه الشبكة من الأحكام القضائية من الناحية القانونية، لا تمنعه من الاستمرار في الانتخابات والترشح»، موضحاً أنه في حال صدور أحكام ضد ترامب، فإن هذه الأحكام، رغم أنها قد تشكل عائقاً وتستنزفه مالياً، إلا أنها قد تدفع بنتائج عكسية لصالحه، لأنه قد يستخدمها كدعاية سياسية في إظهار اضطهاده سياسياً من قبل الديمقراطيين، واستخدامهم السلطة القضائية للانتقام والثأر من ترامب، لمنع وصوله للبيت الأبيض.
أخطاء
ويشير إلى أنه وفقاً لاستطلاعات الرأي، زادت شعبية ترامب في ضوء هذه الأحكام، لافتاً إلى وجود عامل آخر يعزز فرص فوز ترامب، وهو تركيزه على أخطاء الرئيس بايدن، خاصة في ضوء وجود أخطاء حقيقية على المستوى الداخلي في السياسات والبطالة، وتكاليف المعيشة للمواطن، وفشله في ملفات السياسة الخارجية، خاصة في ما يتعلق بملف أوكرانيا، وهذا قد يؤثر في فرصه في الانتخابات في عدد من الولايات.