يظل الجمود سيد الموقف دون أي اختراق يذكر لدفع العملية السياسية في ليبيا باتجاه حلحلة الأزمة التي تتخبط فيها البلاد في ظل استمرار الخلافات والانقسامات بين متصدري المشهد، ومواصلة لعبة الشد والجذب بين مجلسي النواب والدولة حيث لم يحدث أي اختراق في اجتماع مصراتة بين مجلسي النواب والدولة بسبب الخلاف بين الفرقاء الأساسيين في البلاد.
وهاجم رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، أعضاء مجلسي النواب والدولة، واتهمهم بمحاولة التمديد لأنفسهم للاستمرار في السلطة وتعطيل الانتخابات، في وقت يضغط فيه المجلسان لتشكيل حكومة موحدة توصل البلاد للانتخابات.
وقال الدبيبة في تدوينة على صفحته بموقع «إكس»، إن «أعضاء المجلسين أصبحوا يناقشون التمديد لأنفسهم واختراع مرحلة انتقالية جديدة، عوض التوافق على قوانين انتخابات عادلة وقابلة للتنفيذ، أو التنديد بتزوير عملة بلدهم، أو إبداء موقف من اختطاف زملائهم الذين صار مصيرهم مجهولاً»، وذلك في إشارة إلى النائب إبراهيم الدرسي الذي اختفى بظروف غامضة، منذ أكثر من أسبوعين في مدينة بنغازي شرق البلاد.
خرج المشاركون في «اجتماع مصراتة» بثلاثة بنود تتعلق بمسار العملية السياسية، تتضمن إجراء الانتخابات على أساس القوانين المتفق عليها، والتحضير لملتقى موسع بين مجلسي النواب والدولة وإطلاق عملية سياسية تيسرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. لكن لم يتم الخروج بأي توافق حول الانتخابات. وهذه الخلافات المستمرة تظهر أن الأطراف الليبية لا تزال بعيدة عن التوافق والاتفاق وغير مستعدّة للدخول في عملية سياسية وتنظيم حوار جاد للمضي نحو الانتخابات.
وأبرز عضو مجلس الدولة بلقاسم قزيط، إن اجتماع مصراتة ركّز على ضرورة السير في إجراء الانتخابات وفقاً للقوانين المتفق عليها من مجلسي النواب والدولة، وأوضح أن المشاركين في الاجتماع أكدوا دعمهم لعقد الاجتماع الثاني الموسع لأعضاء مجلسي النواب والدولة الفترة المقبلة، وإطلاق خارطة طريق ، لافتاً إلى ضرورة توسيع المشاورات .
وبحسب مراقبين، فإن اجتماع مصراتة لم يحقق أي اختراق بل فتح المجال أمام توسيع دائرة المشاورات بين الفرقاء الليبيين بعد أن تبين للجميع أن لا بديل عن الحل السياسي في إطاره الليبي المدعوم من قبل المجتمع الدولي،والمستند إلى خيارات المجتمع المحلي بمختلف مكوناته السياسية .
وأكدت ستيفاني خوري نائبة المبعوث الأممي الخاص للشؤون السياسية، والقائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا على أهمية إجراء انتخابات تلبي تطلعات الليبيين.