أقدمت مجموعات مسلحة من مدينة زوارة، على غلق الطريق الرئيسي المؤدي إلى معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، وهو ما تسبّب في تأجيل إعادة فتحه أمام حركة العبور، الذي كان مبرمجاً أمس. وكانت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، قد أعلنت في بيان، أول من أمس، أن معبر رأس جدير الحدودي مع تونس سيعاد فتحه الاثنين بحضور مسؤولين من الجانبين التونسي والليبي، وذلك بعد الانتهاء من وضع كافة الترتيبات الأمنية واللوجستية.
وقالت مصادر محلية، إن محتجين ومسلحين أغلقوا الطريق الساحلي أبو كماش- رأس جدير بالكثبان الرملية، احتجاجاً على إقصاء وزير الداخلية عماد الطرابلسي، الجهات العسكرية بمدينة زوارة من الإشراف على تأمين المعبر، وعدم تنفيذ حكومة الوحدة الوطنية مطالب الجهة.
وهذه الخلافات بين الأطراف الليبية الداخلية، تسبّبت بتأجيل فتح معبر رأس جدير المقرر، ليستمر تعطل حركة النقل والعبور بين البلدين المتوقفة منذ 20 مارس الماضي، بسبب نزاع حول السيطرة على هذا المعبر الاستراتيجي بين وزارة الداخلية والمجموعات العسكرية بمدينة زوارة.
وترفض الجهات العسكرية بمدينة زوارة أي محاولات لطردها من معبر رأس جدير من طرف القوات التابعة لوزارة الداخلية، وتقول إنها أحق بالإشراف على تأمين هذا المعبر لأنّه جزء من منطقة زوارة.
وبحسب وزير الداخلية عماد الطرابلسي، يعدّ معبر رأس جدير من أكبر منافذ التهريب في العالم، حيث تخرج منه سيارات التهريب بالآلاف وتمر عبره يوميا 30 شاحنة نفط إلى تونس وكذلك آلاف المهاجرين، مشيراً إلى أن قيمة ما يتم تهريبه عبر المعبر أسبوعياً تصل إلى 100 مليون دولار يخسرها الاقتصاد الليبي.