إسرائيل تحشد على حدود لبنان وتعوّل على حل دبلوماسي

{title}
همزة وصل   -
وسط اشتداد السِباق مجدداً بين المساعي الدبلوماسيّة والتصعيد الميداني، تواصل إسرائيل استعداداتها لحرب محتملة مع لبنان، بنقل قوات إلى الشمال، وإجراء تدريبات قتالية، في ظل التصعيد على الحدود، فيما دعت فرنسا جميع الأطراف، إلى «أكبر قدر من ضبط النفس»، بالتزامن مع تحذيرات دولية من السفر إلى بيروت.
وبثّ الجيش الإسرائيلي، أمس، مقاطع مصورة لتدريبات واستعدادات جنوده لسيناريوهات حرب محتملة ضد لبنان. وقال في بيان: «تواصل القيادة الشمالية تعزيز الاستعدادات، وجهوزية القوات على الجبهة الشمالية».
وتابع: «أجرت قوات الكتيبة 12 التابعة للواء غولاني، التي تعمل في منطقة جبل روس (حدود لبنان)، تدريباً في مناطق وعرة، للتعامل مع تهديدات مختلفة، بالتعاون مع قوات المشاة، والمدرعات والمدفعية».
بدورها، قالت «القناة 12» الإسرائيلية، إن الجيش بدأ نقل قواته إلى الشمال، في إشارة إلى الحدود مع لبنان. وأضافت: «رغم أن إسرائيل لا تزال تحاول التوصل إلى اتفاق مع لبنان، يسمح لسكان المستوطنات الشمالية بالعودة إلى منازلهم، تستعد المستويات السياسية والعسكرية للخيار الثاني (الحرب)».
وقالت القناة «يأتي قرار نقل القوات من الجبهة الجنوبية إلى الحدود الشمالية، على خلفية الانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال في قطاع غزة، وبعد أن أوشكت المهمة ضد كتائب حماس في رفح على الانتهاء».
تهديدات
في الأثناء، قال وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن المحادثات التي أجراها مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض، خففت «الاختناقات» مع الولايات المتحدة في مسألة توريد الأسلحة، فيما أشار إلى أن شنّ حرب واسعة على لبنان «لا يصب في مصلحة إسرائيل حالياً»، لكنه اعتبر أن جيش بلاده «قادر على إعادة لبنان إلى العصر الحجري».
في السياق، أعربت فرنسا، أمس، عن «قلقها الشديد تجاه خطورة الوضع في لبنان»، لافتة إلى تصاعد أعمال العنف على الحدود «في شكل دراماتيكي»، وداعيةً جميع الأطراف إلى «أكبر قدر من ضبط النفس».
وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، إن فرنسا التي تطلب «تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي»، تبقى «ملتزمة تماماً الحؤول دون أي خطر تصعيد على الخط الأزرق، والتوصل إلى حل دبلوماسي».
مشهد «رمادي»
وسط هذه الأجواء، بدا واضحاً لمراقبين، أن الضغط الدبلوماسي لا يزال يلاقي مستوى مرتفعاً من الاستجابة، ولو ظلت التهديدات الإسرائيلية بالحرب تثير مخاوف واسعة، وتظلّل مجمل هذه التحرّكات، وترمي بثقلها على الواقع العام. وأفادت مصادر معنية واسعة الاطلاع، أن الرهانات على الضغوط والجهود الدبلوماسية المؤثرة، وفي مقدّمها الجهود الأمريكية والفرنسية، تضاعفت، في ظل ما شهدته الساحة الدبلوماسية من تطورات وتحركات ومواقف في الأيام الأخيرة.
أما على المقلب الآخر من الصورة، فلا يزال الحذر الشديد متحكّماً بالتوقعات والتقديرات المتعلقة بالواقع القائم جنوباً، خصوصاً في ظلّ الدعوات التي توجهها بعض الدول إلى رعاياها لمغادرة لبنان، أو تجنّب التوجه إليه.
وكانت آخر هذه الدعوات، صدرت عن ألمانيا، التي طلبت من رعاياها، غداة زيارة وزيرة خارجيتها إلى بيروت، مغادرة لبنان فوراً. كذلك، حضّت الخارجية الهولندية مواطنيها على مغادرة لبنان، بسبب «خطر التصعيد على الحدود مع إسرائيل». كما دعت روسيا وكندا رعاياها لمغادرة بيروت فوراً.
وما بين المشهدين، فإن التقديرات السياسية والعسكرية، الداخلية والخارجية، ما زالت تضع احتمال التفجير والتصعيد وتوسيع نطاق الحرب، على مسافة واحدة مع احتمال التهدئة والتبريد، وبلورة حلّ سياسي يُنهي الحرب، إلا أنّ ذلك، وبحسب قول مصادر سياسية ، لا يلغي حقيقة أنّ الوضع مقلق.