المخرج أمير فخرالدين.. حالم بوطن سحري

{title}
همزة وصل   -
يواصل المخرج السوري أمير فخر الدين عبر مشروع ثلاثية أفلام طويلة طرح أسئلة إنسانية ضمن سؤال واحد كبير عالق في دوامة الزمن والمكان، فقد انتهى من الفيلم الأول «الغريب» الذي جال في دور عرض السينما في العالم وحصد أهم الجوائز فيها، ويعمل على الفيلم الثاني «يونان» في ألمانيا، كما تم التحضير للثالث، ليختم من خلاله مفهوم البيت ورحلة الغريب على أرضه وفي المنفى.
«الغريب» فيلم روائي من هضبة الجولان، عن شخص يعاني من الغربة والملل بين أهله في وطنه، وينتظر في زمن معلّق لقاء وطن سحري قد لا يعرفه، وهو بدوره انعكاس لمعاناة الجولان الذي يعيش بمعزل عن محيطه منذ نصف قرن. ويقول عنه مخرج العمل أمير فخرالدين: الفيلم نابع من شعور العزلة الذي عاشه المخرج في هضبة الجولان، ثم تحول إلى سؤال يطرحه بطل الفيلم عدنان، وهو شاب سوري جريح قادم إلى الجولان يريد العودة إلى قريته المهجورة وملازمة مكانه فيها. ويضيف: هذه المشاعر أشبه بـ«كولاج» شعوري، تحوم حولها الكثير من الأسئلة، اعتباراً من أن عدنان مختلف وينظر إليه كإنسان غريب.
ويوضح أن الفيلم اختصر السرد لصالح المشاعر وبلورها بلغة سينمائية شاعرية، ووظف طبيعة هضبة الجولان أيضاً لكشف مشاعر الشخصية الرئيسة، وحاول عدم نسخها، كي يحاكي العالم الذي صنعه، ورغم ذلك يرى مخرج العمل أن الفيلم سوف يبقى جسراً للوصول إلى أعماق تلك المنطقة وفهم الحياة فيها.
كما يشير المخرج إلى أن غالبية الممثلين فلسطينيون، مثل: محمد بكري وأشرف برهوم وعامر حليحل، بالإضافة إلى ممثلين غير محترفين من أهالي المنطقة، لم يقفوا سابقاً أمام الكاميرا، أما طاقم العمل الفني فهم ألمان.
ويتابع قائلاً: شارك في أكثر من 100 مهرجان سينمائي حول العالم، ولقي إقبالاً وإشادة في العالم العربي وحصل على جوائز محلية وعالمية، بسبب هويته الخاصة وكسره للنظرة الغربية النمطية للشرق.
ولد أمير فخرالدين في العاصمة الأوكرانية كييف، بحكم دراسة والديه الطب هناك، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عادت الأسرة للاستقرار في مجدل شمس في الجولان، حيث خاض فيها تجربة إخراج أول فيلم سينمائي طويل، ومن ثم في ألمانيا كثاني فيلم من ثلاثية أفلام تبحث عن مفهوم البيت في فضاء سؤال واحد كبير.
وعن ذلك يقول: لا أستطيع خلال ساعتين من زمن الفيلم البحث في فضاء هذا السؤال، لذلك أنا بحاجة لثلاثة أفلام ليكون لدي المجال الكافي لطرح السؤال بأفق مختلفة، ومن شأن الغريب أن يسأل ماذا لو أراد الإنسان أن يلازم مكانه أرضه وبلده في زمن الأزمات.
ويكشف عن اسم الفيلم الثاني «يونان»، الذي تم تصويره بين ألمانيا والشرق الأوسط، عن الغرباء في المنفى، وبشكل خاص عن شخص فرض عليه أن يمضي كل ما تبقى من حياته في المنفى، بعيداً عن البيت، وهي الحالة العكسية لفيلم الغريب، يؤدي فيه الدور الرئيس الممثل اللبناني جورج خباز، ويتم التحضير للفيلم الثالث أيضاً.