أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، التزامه باتفاق حول حرب غزة حال احترام الخطوط الحمراء، في حين أصدرت إسرائيل أوامر لكل سكان مدينة غزة بإخلائها، وكثفت غاراتها الجوية والبرية على المدينة وجنوب القطاع.
واجتمع نتانياهو مع بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن الخاص للشرق الأوسط، حيث ناقشا القضايا الإقليمية، بحسب مكتب رئيس الوزراء.
وقال مكتب نتانياهو: «أكد رئيس الوزراء التزامه بالاتفاق طالما يتم احترام الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل». كان نتانياهو صرح الأحد بأن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يجب أن يسمح لإسرائيل بمواصلة القتال متى شاءت حتى تحقق أهدافها الحربية، وهي القضاء عسكرياً على حركة حماس وقدرتها على حكم قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى.
اغتنام الفرصة
وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمس، أن إسرائيل والولايات المتحدة متفقتان على أهمية اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكن التحديات لا تزال قائمة.
جاءت التصريحات بعد لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع ماكغورك. وقالت الوزارة في بيان: «ناقش الجانبان أهمية اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن عودة الأسرى الذين تحتجزهم حماس في غزة». وأضافت الوزارة أن غالانت وماكغورك «ناقشا التحديات التي لا تزال قائمة أمام التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، وكذلك الحلول الممكنة لمواجهتها».
وذكر بيان الوزارة أن غالانت قال أيضاً إن إسرائيل تدعم فتح معبر رفح بين مصر وغزة، لكنها لن تسمح بعودة حماس إلى المنطقة.
إلى ذلك، أعلن غالانت أن إسرائيل مصممة على تحقيق أهدافها، المتمثلة في القضاء على حماس وإعادة جميع الأسرى، مشيراً إلى أن 60 % من مقاتلي حماس «تمت تصفيتهم أو إصابتهم» خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر.
إخلاء جديد
ميدانياً، دعا الجيش الإسرائيلي، أمس، جميع سكان مدينة غزة إلى إخلائها، بينما تتواصل المعارك العنيفة في عدد من المناطق، غداة قصف إسرائيلي على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» وسط القطاع، ما تسبب بمقتل 29 شخصاً، وهي الضربة الرابعة لمدرسة خلال الأيام الأربعة الأخيرة.
وألقى الجيش الإسرائيلي آلاف المناشير باللغة العربية على مدينة غزة، موجهة إلى «كل الموجودين في مدينة غزة»، تحدد «طرقاً آمنة» رسمت عليها أسهم تشير إلى ممرات الخروج من المدينة نحو الجنوب. وحذر الجيش من أن «مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة».
هجمات مميتة
ونفذت القوات الإسرائيلية هجمات مميتة في أنحاء متفرقة من مدينة غزة، وفقاً لمصادر طبية والجيش، الذي قال إنه استهدف نشطاء في «حماس» كانوا داخل مبنى تابع للأمم المتحدة. وأسفر قصف جوي إسرائيلي عن مقتل نحو 20 فلسطينياً في دير البلح وسط القطاع، بينهم 6 أطفال و3 سيدات.
وقتلت غارة أخرى 4 رجال و3 سيدات وطفلاً عندما استهدفت منزلاً في المدينة. جاء القصف بعد ساعات من قصف لمدخل مدرسة تأوي أسراً نازحة بضواحي خان يونس جنوبي القطاع، أسفر عن 31 قتيلاً، بينهم 8 أطفال، وأكثر من 50 جريحاً. ونقل المصابون إلى مجمع ناصر الطبي، وبينهم أطفال وشباب ومسنون، سيراً على الأقدام أو في شاحنات صغيرة أو سيارات إسعاف.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف قرب المدرسة مقاتلاً من «حماس». ولقي أربعة أشخاص حتفهم، بينما أصيب آخر بجروح خطيرة في قصف على منزل في منطقة النصيرات وسط القطاع، وفق ما أكد مصدر طبي. وفي بني سهيلا قرب خان يونس، لقي شخصان حتفهما وأصيب ستة آخرون في غارة على منزل. وفي الجنوب، توغلت دبابات إسرائيلية وسط رفح، وسط إطلاق نار كثيف في المدينة.