لا تزال زلات الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومسألة انسحابه من البقاء في انتخابات الرئاسة الأمريكية تثير ردود فعل ليس بأمريكا فقط بل حول العالم.
وقبيل المؤتمر الصحافي، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في واشنطن قام بايدن بتقديم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن طريق الخطأ على أنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي افتتاح المؤتمر الصحافي، تخبط في سؤال حول نائبة الرئيس كامالا هاريس بقوله إنه «لم يكن ليختار نائب الرئيس ترامب لتكون نائبة الرئيس» لو لم يكن يثق بها.
وبرر الرئيس بايدن تقديمه الرئيس الأوكراني زيلينسكي على أنه الرئيس الروسي بوتين، بأنه يفكر ببوتين دائماً ويركز عليه. كانت المناظرة الرئاسية الأخيرة بين بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب كاشفة إلى حد كبير، لجهة تراجع أداء بايدن بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تراجع شعبيته في الأوساط السياسية والشعبية، طبقاً لما تُظهره أحدث استطلاعات الرأي.
تحديات
أظهر الأداء الباهت لبايدن خلال المناظرة عديداً من التحديات التي يواجهها في سبيل استعادة ثقة الناخبين، وهو ما جعل البعض يشكك في قدرته على مواجهة ترامب مرة أخرى.
وفي ظل هذا السياق، تصاعدت الدعوات داخل الحزب الديمقراطي نفسه لانسحاب بايدن من السباق الرئاسي وترشيح بديل أكثر قوة وقدرة على مواجهة ترامب.
وطُرحت أسماء مجموعة من البدائل بالفعل، مما يعكس حالة القلق والانقسام داخل الحزب.
ويرى البعض أن الوقت قد حان للتغيير والبحث عن مرشح جديد قادر على إعادة الحيوية والزخم للحزب الديمقراطي، لا سيما في مواجهة التحديات الكبيرة التي تفرضها الانتخابات المقبلة.
يقول الباحث في مؤسسة أمريكا الجديدة، باراك بارفي، في تصريحات خاصة لـ«البيان» إنه ما إن استمر بايدن، في السباق الانتخابي، فاحتمالات خسارته أمام ترامب كبيرة، مشيراً إلى أن ما يقلق الديمقراطيون أكثر هو أنه سيؤثر سلباً على المرشحين الديمقراطيين الآخرين هذا العام في انتخابات الكونغرس.
ويضيف: «هؤلاء المرشحون في الولايات المتأرجحة يحققون نتائج أفضل بكثير منه في الاستطلاعات.. لكن بعد المناظرة (التي أجراها بايدن مع ترامب)، بدأت أرقامهم في الانخفاض.. هذا يعرض الديمقراطيين لخطر هزيمة ساحقة في نوفمبر، مما سيمنح الجمهوريين السيطرة على البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب».
وكان بايدن قد أكد في أكثر من لقاء وتجمع انتخابي خلال الأيام الأخيرة اعتزامه مواصلة السباق الانتخابي وهزيمة ترامب كما فعل في الانتخابات السابقة، إذ يبدي الرئيس الحالي ثقة كبيرة في قدرته على التغلب على التحديات واستعادة دعم الناخبين، مؤكداً أن خبرته وإنجازاته في الفترة الرئاسية السابقة ستعزز فرصه في الفوز مرة أخرى.
ويعتقد باراك بارفي بأنه «حتى وإذا فاز بايدن، فمن غير المحتمل أن يتمكن من إكمال فترة رئاسية ثانية نظراً لتراجع قدراته بشكل كبير في السنوات الأخيرة»، على حد تقديره.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن ترامب يحظى بتأييد متزايد قد يجعله الأوفر حظاً في حال ترشح بايدن للانتخابات المقبلة. ويعتقد عديد من المراقبين بأن فرص بايدن قد تكون أضعف في مواجهة ترامب، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد.
وهو ما يؤكده الباحث في مؤسسة أمريكا الجديدة، والذي يشدد على تراجع فرص بايدن للفوز بولاية رئاسية جديدة، ومع الشكوك الدائرة حول ما إذا سيكمل السباق الانتخابي من عدمه في ظل تراجع أسهمه، بعد المناظرة التي لم يقنع أداؤه فيها الكثيرين.
ويبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان بايدن سيستطيع استعادة الزخم والدعم الكافي للمضي قدماً في السباق الرئاسي أم أن الحزب الديمقراطي سيضطر في نهاية المطاف لتكليف بديل جديد يتمتع بحضور واسع، يُمكنه منافسة الرئيس السابق.
ويشار هنا إلى أحدث الاستطلاعات في هذا السياق، وهو الاستطلاع الذي أجرته شبكة «إيه بي سي نيوز،» خلص إلى أن نسبة تصل إلى ثلث الأمريكيين تدعو بايدن للانسحاب. ذلك في الوقت الذي يرى فيه المعسكر المدافع عن الرئيس الأمريكي أنه استطاع خلال فترة رئاسته الأولى تحقيق كثير من النجاحات، لا سيما على المستوى الاقتصادي.
وينسب إليه الفضل في ذلك، فضلاً عن ما تمثله سياسات ترامب من خطورة، بما في ذلك على علاقات أمريكا مع حلفائها في الناتو، وأيضاً الموقف من الحرب في أوكرانيا وغيرها من الملفات، وبما يجعل بايدن - من وجهة نظرهم - الخيار الأنسب.