استطاع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باحترافية سياسية استغلال واقعة محاولة اغتياله من اللحظات الأولى، بداية من قبضته المتحدية، التي جمعت الصفوف من حوله، وكان أول الداعمين أعضاء حزبه الجمهوري، الذين أعلنوا التكاتف معه، وحتى المخالفون له، مثل نيكي هايلي، المرشحة الرئاسية الأمريكية السابقة ورون ديسانتس، حاكم ولاية فلوريدا.
فيما يواجه الرئيس الأمريكي جو يابدن تمرداً ديمقراطياً جديداً، حيث يحاولون مرة أخرى إخراجه من السباق الرئاسي.
ولا شك أن محاولة الاغتيال أحدثت موجات من الصدمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تواجه اضطراباً بالفعل. فالديمقراطيون الذين كانوا يقتتلون بشأن ترشح بايدن ولم يوحدهم سوى انتقادهم لترامب على مدار الأسبوعين الماضيين، أوقفوا هجماتهم فجأة على الرئيس السابق. في حين أن الجمهوريين، الذين ظلوا صامتين في ظل الجدل الذي يشهده الديمقراطيون، سارعوا على إلقاء اللوم على لهجة الحزب المعارض في الهجوم الذي تعرض له ترامب وأعلنوا دعمهم التام لترامب.
هذا ولا يزال مؤتمر الحزب الجمهوري منعقداً، وقد شهد في ثاني أيامه تأكيدات أعضاء بارزين في الحزب على الوحدة ومساندة الرئيس السابق في معركته الانتخابية.
السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية نيكي هايلي، التي كانت من أشد الأشخاص عداوة لترامب، والتي قالت في تصريحات سابقة إن الرئيس السابق «يزداد شراً وعدائية على مر الأيام»، أعلنت دعمها الكلي لترامب وبدأت تشن حملة على بايدن.
حيث قالت «إن الرئيس القوي هو من يمنع اندلاع الحرب وليس من يبدأها، وفي نقدٍ للديمقراطيين قالت إنه وقت حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما سيطرت روسيا على القرم ووقت حكم بايدن بدأت الحرب في أوكرانيا.
أما رون ديسانتيس حاكم فلوريدا المحافظ، فقال إنه لا يمكن أن نخذل ترامب أو الولايات المتحدة، أمريكا لا تستطيع تحمل 4 سنوات أخرى مع قيادة ضعيفة، مشيراً إلى أن «بايدن مجرد أداة لتنفيذ الأجندات اليسارية على المواطن الأمريكي».
ويؤكد محللون أن الجمهوريين بالكونغرس كانوا يعتقدون بالفعل أن دونالد ترامب فى طريقه إلى العودة إلى البيت الأبيض. والآن، بعد محاولة إطلاق النار عليه، فإن البعض أصبح يعتقد أن طريقه أصبح أكثر سهولة.
في الأثناء، أظهر استطلاع جديد للرأي، أن ما يقرب من ثلثي الديمقراطيين يريدون أن ينسحب مرشح حزبهم الرئيس الأمريكي جو بايدن من سباق انتخابات الرئاسة.
وبحسب الاستطلاع الذي أجراه مركز «AP-NORC»، وتم قبل محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، السبت، فإن 65 % من الديمقراطيين يقولون إن بايدن «يجب أن ينسحب».
وبشكل عام، يقول 7 من كل 10 أمريكيين بالغين إن على بايدن مغادرة سباق الانتخابات، المقررة في نوفمبر المقبل. علاوة على ذلك، فإن ما يقرب من نصف الديمقراطيين ليسوا واثقين على الإطلاق من أن بايدن لديه القدرة العقلية اللازمة للعمل كرئيس، مقارنة بالثلث في استطلاع أجري في فبراير الماضي.
وفي المقابل، فإن 27 % من الديمقراطيين واثقون تماماً في قدرته على أن يكون رئيساً، انخفاضاً من 40 % في استطلاع فبراير. وعلى الفور، تصيد ترامب الفرصة، وعلق على هذه النتائج على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به «تروث سوشال».
وكتب ترامب: «هناك حدث غير مسبوق يحدث، فالديمقراطيون يحاولون مرة أخرى إخراج بايدن من السباق الرئاسي».
في الأثناء، أعلن مجلس النواب الأمريكي، عن تشكيل فريق عمل خاص داخل المجلس للتحقيق في محاولة اغتيال ترامب.