لبنان.. هل من حلّ سياسي قبل نهاية أغسطس؟

{title}
همزة وصل   -
بينما يسعى لبنان الرسمي إلى إثبات التزامه بالقرار الأممي 1701، وفي وقت تعمل الدبلوماسية اللبنانية من أجل التمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) نهاية أغسطس المقبل، كشفت مصادر سياسية رفيعة لـ«البيان» أنّ احتمالات الحلّ السياسي للمنطقة الجنوبية لا تبدو ممكنة في المدى المنظور، ربطاً بتعثر المفاوضات الجارية لبلوغ صفقة تنهي الحرب في قطاع غزة، من شأنها أن تشمل جبهة جنوب لبنان.
تصعيد أكبر
وبحسب المصادر، فإنّ الوضع كما تشير الوقائع الميدانية يتدرّج من تصعيد إلى تصعيد أكبر، وهذا التدرّج من شأنه أن يضع صعوبات إضافية في طريق أيّ حلّ سياسي مُقترح للمنطقة الجنوبية، مع إشارتها لـ«البيان» إلى أنّ مفاوضات الصفقة متعثرة حتى الآن، إلّا أنّ أفقها لا يبدو مسدوداً، وبالتالي قد تحصل مفاجآت في أيّة لحظة. ومن هنا، وبحسب المصادر نفسها، فإنّ الوساطات الخارجية والجهود الأمريكية ما زالت ترى أنّ الصفقة قد تتولّد خلال الأسابيع المقبلة، ما يعني في الوقت ذاته أنّ احتمالات الحلّ السياسي لجبهة الجنوب تصبح أكبر وأسرع.
وعليه، لم يكن مفاجئاً أن يُستعاد السِباق الساخن الخطير بين التصعيد الميداني وحملات التهديد المتبادلة بين إسرائيل و«حزب الله» من جهة، ورفع وتيرة الجهود والمساعي الدبلوماسية المحمومة لخفض التصعيد وإبقائه تحت السيطرة في انتظار التسوية في غزّة، ذلك أن وتيرة التطوّرات في جبهة الجنوب تشهد ما يشبه العدّ التنازلي لتطوّر ما.
تحذير أممي
وفيما لا يزال لبنان يتأرجح بين الحرب واللاحرب، شهدت الأيام الأخيرة ارتفاع منسوب المخاوف من المضيّ نحو «حافة الهاوية»، وفق تعبير مصدر سياسي بارز، في حين علمت «البيان» أنّ مستويات أممية تتحرّك في غير اتجاه داخلي، وتنقل تحذيرات حول أنّ مخاطر اتساع الحرب باتت كبيرة جداً، في ظل التطورات المتسارعة على الحدود.
وعبر مسؤولون أمميّون عن تأييد الأمم المتحدة وأمينها العام لحلّ سياسي بين لبنان وإسرائيل يجنّبهما حرباً واسعة، مع تشديدهم على إتمام هذا الحلّ خلال الفترة السابقة لتمديد مجلس الأمن الدولي لمهمّة قوات «اليونيفيل» في الجنوب أواخر أغسطس المقبل، عل قرار مجلس الأمن يأتي متمّماً لهذا الحلّ ومحصّناً له. وما بين مضامين هذه الوقائع والمعطيات، فإن ثمّة إجماعاً على أن لا هدنة ولا وقف لإطلاق النار في غزّة وجنوب لبنان قبل وصول نتانياهو إلى واشنطن، فكأنّ الجبهتين صارتا معلّقتيْن على ساعة واشنطن، وعلى المحادثات التي يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي مع أركان الإدارة الأمريكية.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير