تتخذ مونودراما 33 العرض المسرحي الجزائري حديث الولادة من عمان ومهرجان المونودراما المسرحي بدورته الثانية ارضا صلبة للانطلاق في عالم المسرح بعد ان نالت اعجاب رواد المهرجان وحظيت بتصفيق الجمهور من فنانين ومحبي المسرح.
سجن مظلم فيه فراش وحمام لاستخدام السجين واضاءة خافتة ترافق خطواته ماشيا في المسرح جيئة وذهابا متحدثا عن مفهومه للحرية واشتياقه لها، تراه يؤمن مرة ان هدوء الزنزانة هو اقصى ما اصبح يحلم به، ثم لا يلبث ان ينادي اهله وامه وحبيبته بنت الجيران الصماء شوقا.
راقصا مع ادوات تنظيف الزنزانة يعبر عن توقه للمشاعر التي يفترض ان يعيشها شاب في مثل عمره، ثم تراه يلاعب طفلا، كاد يكون طفله لو لم يسجن عقب حادثة تواجد فيها صدفة حيث احرق انسان نفسه وكان بين صفوف المتفرجين لينال ضربا غير مبرر من القوى هناك، فقتل بحجر من تهجم عليه وارداه قتيلا.
شهود كثر وشهادات وروايات اغلبها مزورة زجت به والصقت به التهم.
في كل مرة يدخل سجين جديد زنزانة البطل تدخل معه رواية تطال سلوك مجتمعي زج بصاحبه خلف القضبان تتغير نظرته للحياة عندما يتعرف على زملائه السجناء، الذين يشاركونه تجاربهم وحكمتهم حول معنى الحرية الحقيقية. منهم من خرج بالتحايل، منهم من نال حريته بعد ان كبل حرية غيره من زملائه وسلمهم للشيطان، احدهم مات.
من خلال حواراته العميقة، يبدأ البطل السجين صاحب عرض "الر جل الواحد" في فهم أن الحرية ليست مجرد خروج من أسوار السجن، بل هي حالة ذهنية وشعور داخلي يمكن تحقيقه حتى في أصعب الظروف.
يتساءل عن الحرية في عالم شديد السرعة والتغير، ويشتاق لرائحة البحر .
يمزق رسائل كتبها وتحدث مواجهة تجعله يعيد النظر في مفهومه عن الحرية.
عرض مونودرامي سلط الضوء على فكرة أن الحرية تبدأ من الداخل، وأن الشخص يمكنه أن يكون حراً حتى وإن كان جسده مقيدًا. لكن يبقى الشوق للحياة خارج الاسوار وربما تعقيدات الحياة.
المسرحية اقتباس باديس فارح عن "السجين " للكاتب امل الكردفاني ، ونالت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، بفضل الأداء المتميز والسينوغرافيا للممثل مختار زعيتري والإخراج المبدع للشاب باديس والموسيقى لخليل فارح، فريق نجح في إيصال هذه الرسالة الإنسانية العميقة بأسلوب مؤثر وملهم.