شهد القتال المستعر بين روسيا وأوكرانيا تصعيداً كبيراً على أكثر من جبهة، لا سيما في كورسك، ففيما أعلنت كييف سيطرة قواتها على مدينة سودجا وأسرها أكثر من 100 جندي في توغلها، أعلنت موسكو استعادة السيطرة على بلدة كروبيتس، وتحرير بلدة إيفانوفكا في دونيتسك.
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن قواته سيطرت بالكامل على مدينة سودجا في منطقة كورسك الروسية. وكتب زيلينسكي على تلغرام، أن قائد الجيش أولكسندر سيرسكي أفاد عن استكمال تحرير مدينة سودجا من أيدي العسكريين الروس.
إلى ذلك، قال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني، أمس، إن القوات الخاصة الأوكرانية أسرت مجموعة تزيد على مئة جندي روسي أثناء توغل كييف عبر الحدود في منطقة كورسك الروسية. وأضاف أن المجموعة المكونة من 102 جندي من فوج البنادق الآلية التابع للحرس الروسي 488 ووحدة (أخمات) التابعة له هي أكبر مجموعة من الجنود تم أسرها دفعة واحدة منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
وتابع قائلاً: «استولت القوات الأوكرانية على مركز قيادة رئيسي محصن بالخرسانة وواسع النطاق من جميع الجوانب، مع اتصالات تحت الأرض وثكنات للأفراد، ومطبخ، وسلاح وحتى حمام. وأظهرت صور نشرها المصدر عشرات الجنود الروس جالسين أو مستلقين على الأرض في البناية المحصنة بالخرسانة مع خوذاتهم وأسلحتهم بجوار الجدران. وذكر المصدر أن الجنود الروس الأسرى سيتم مبادلتهم في نهاية المطاف مع أسرى حرب أوكرانيين.
في السياق، أعلن قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، إقامة إدارة عسكرية في منطقة كورسك الروسية. وقال سيرسكي خلال اجتماع مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن هذه الإدارة مكلفة تولي شؤون المنطقة وضمان الأمن فيها، والإشراف على المسائل اللوجستية للقوات الأوكرانية. وأضاف سيرسكي، أن قواته تسيطر على 82 بلدة و1150 كيلومتراً مربعاً في منطقة كورسك.
وأوضح سيرسكي، أن القوات الأوكرانية تقدمت بالإجمال على عمق 35 كيلومتراً منذ بدء العمليات في منطقة كورسك، مضيفاً: سيطرنا على 1150 كيلومتراً مربعاً من الأراضي و82 بلدة، والوضع تحت السيطرة.
قوات إضافية
في الأثناء، أعلنت روسيا أنها سترسل قوات إضافية إلى منطقة بيلغورود. وأكد وزير الدفاع، أندريي بيلوسوف، خلال اجتماع مخصص للبحث في أمن المناطق الحدودية، تخصيص قوات ووسائل إضافية لمنطقة بيلغورود.
وكتبت الوزارة على تلغرام أن الاجتماع أتاح البحث في تدابير إضافية تهدف إلى ضمان وحدة وسلامة الأراضي وحماية السكان والبنى التحتية في منطقة بيلغورود من هجمات فرق عسكرية تابعة للجيش الأوكراني. كما أكد الجيش الروسي، أنه استعاد السيطرة على بلدة كروبيتس في منطقة كورسك. كما قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن القوات الروسية حررت بلدة إيفانوفكا في دونيتسك.
على صعيد متصل، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس، أنها طلبت من موسكو السماح لها بزيارة المناطق الحدودية الروسية المتضررة جراء الهجوم الأوكراني. وقالت الناطقة باسم مكتب المفوضية ليز ثروسيل في رسالة بالبريد الإلكتروني:
يمكنني أن أؤكد أن مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أرسل طلباً للسلطات الروسية من أجل تسهيل وصوله إلى المناطق المتضررة من الأعمال الحربية ومن بينها بيلغورود وبريانسك وكورسك، في إطار تفويضنا المتعلق بمراقبة وتقييم حقوق الإنسان. وأضافت أن المكتب طلب من روسيا مرات عدة الوصول إلى الأراضي الروسية والأراضي الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية، لكنه لم يتلق رداً إيجابياً على أي منها.