أكد المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، بأن لا طرف في حرب السودان يمكنه الانتصار عسكرياً، مشدداً على ضرورة وضع حد لهذا الصراع الدامي. واتهم بيرييلو من أسماها قوى النظام القديم، بمحاولة الاستثمار في هذه الحرب، وإعاقة الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع، بما يشكل تهديداً بعيد المدى لأمن المنطقة برمتها.
وأشار بيرييلو، في مؤتمر صحافي عبر منصة «ZOOM»، إلى أن غياب الإرادة السياسية وراء عدم تحقيق النتائج المرجوة، لافتاً إلى استمرار التواصل مع الجيش السوداني، وأن المحادثات يجب أن تبدأ مباشرة.
وأضاف بيرييلو: «ندرك ضرورة إيجاد طريق للسلام عبر عودة الأطراف إلى مفاوضات السلام، بما يسهم في استقرار السودان والمنطقة، الذي تم في جنيف جاء بناء على اتفاق جدة، ونعمل على البناء على اتفاق جدة، بالتعاون مع الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، البعض استخدم تنفيذ اتفاق جدة ذريعة للهروب من مسؤولياته، نحث الشركاء على المساعدة في إنهاء الحرب، ومساعدة السودانيين على إعادة الإعمار، نعمل على إيجاد طريق للسلام، ندعم سيادة ووحدة السودان، بناء سودان ديمقراطي، وتمكين السودانيين من تحقيق تطلعاتهم».
وشدد بيرييلو على الحاجة الملحة لتلبية الاحتياجات، ومحاربة المجاعة، وإيصال المساعدات والحد من العنف، قائلاً: «نواصل جهودنا الإغاثية، لكن يجب أولاً وقف الأعمال العدائية بين الطرفين المتقاتلين». وحث بيرييلو الشركاء على المساعدة في إنهاء الحرب.
ومساعدة السودانيين على إعادة الإعمار، نعمل على إيجاد طريق للسلام عبر عودة الأطراف إلى مفاوضات السلام، بما يسهم في استقرار السودان والمنطقة. وأوضح بيرييلو أن الجهود مستمرة في دعم المحادثات، والعمل مع الشركاء لتحقيق النتائج المرجوة وحماية المدنيين، والتعاون مع الكل، بمن فيهم المسؤولون في بورتسودان، مشيراً إلى التواصل يومياً مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
رهان أمريكي
وفيما أكد بيرييلو العمل من أجل إيصال المساعدات، كشف عن أن الرئيس جو بايدن يراهن على إحداث تغييرات ملموسة في هذا الشأن. وقال بيرييلو: «نتطلع لتوفير حماية أكبر للمدنيين، ونعمل مع النساء في مواضيع المجازر في السودان، ونواصل مطالبنا لاتخاذ خطوات إضافية من كافة الأطراف، يجب احترام حياة المدنيين في السودان، وفي دول الجوار التي تؤوي لاجئين».
ودعا بيرييلو الشركاء على المساعدة في إنهاء الحرب، ومساعدة السودانيين على إعادة الإعمار، مؤكداً دعم سيادة ووحدة السودان وبناء سودان ديمقراطي، وتمكين السودانيين من تحقيق تطلعاتهم. وثمّن المبعوث الأمريكي، دور الرئيس جو بايدن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، لإحلال السلام في السودان، مشيراً إلى تبرع أمريكا بأكثر من مليار دولار للاجئين السودانيين، ودعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار السوداني.
أخطر أزمة
ووصف بيرييلو الأزمة الإنسانية في السودان، بأنها الأخطر في العالم، مثمناً دور عمال الإغاثة الذين يخاطرون، بل ويضحون بحياتهم، من أجل مساعدة المدنيين. وأوضح بيرييلو أن العاملين في الحقل الإنساني يواجهون صعوبة في إيصال المساعدات، مشيراً إلى الحاجة لإيصال المساعدات لمتضرري الفيضانات في السودان. وثمّن بيرييلو دور مصر لاستقبالها أكثر من مليون لاجئ، ولعبها دوراً في المحادثات، مضيفاً: «نتمنى العمل الجماعي المحوري لمصر وغيرها من الدول، لإحراز تقدم في هذا الملف».
وقال بيرييلو: «نريد إيصال الأغذية والأدوية للمدنيين، ملايين الأطنان من المساعدات تصل إلى الناس، سنعمل مع كل الأطراف في الداخل، نركز على إيصال المساعدات، وإيقاف القصف، نواصل الجهود الجماعية، وإزالة الغموض والادعاءات الباطلة التي تشكك في هذه الجهود».