قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس، إنه يتعين على إسرائيل وحركة حماس التوصل إلى حل للقضايا المتبقية من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال بلينكن في إفادة صحفية في هايتي إنه جرى التوافق على نحو 90% من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لكن هناك قضايا بالغة الأهمية لا تزال عالقة بما في ذلك قضية ما يسمى بمحور فيلادلفيا على الطرف الجنوبي لقطاع غزة على الحدود مع مصر.
وأضاف بلينكن "أتوقع في الأيام المقبلة أن ننقل لإسرائيل وأن تنقلا (قطر ومصر) لحماس أفكارنا، نحن الثلاثة، بشأن كيفية الحل".
وقال بلينكن: "من واجب الطرفين التوصل لاتفاق بشأن هذه القضايا العالقة"، مشيرا إلى أنّ واشنطن ستطرح مزيدا من الأفكار على طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة.
يأتي هذا بينما دعت حركة حماس الخميس، واشنطن إلى "ممارسة ضغط حقيقي" على إسرائيل من أجل التوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "لا يوجد اتفاق قريب".
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل الى اتفاق هدنة بعد مرور أحد عشر شهراً على بدء الحرب، في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطاً داخلية لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح المحتجزين.
وزادت حدة هذه الضغوط على نتنياهو في أعقاب العثور على جثث ستة محتجزين في نفق في جنوب قطاع غزة.
ومن بين 251 شخصا احتجزوا خلال عملية طوفان الأقصى، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 33 يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية، في كلمة بثّتها الحركة، إنّه "على الإدارة الأميركية ورئيسها (جو) بايدن، إن أرادوا الوصول فعلاً إلى وقف لإطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل للمحتجزين، التخلي عن انحيازهم الأعمى" لإسرائيل و"ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته، وإلزامهم بما تم التوافق عليه سابقاً".
من جهته، قال نتنياهو في تصريح لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية: "لا يوجد اتفاق قريب. للأسف، لسنا قريبين، لكننا سنبذل كل شيء لدفعهم الى القبول باتفاق يسمح في الوقت ذاته بمنع إيران من إعادة تسليح غزة".
إلا أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أكّد على النقيض من ذلك، ردّاً على أسئلة صحافيين حول الاتفاق، أن "القول إن 90% من الاتفاق شبه منجز كلام دقيق. أعتقد أننا اقتربنا من ذلك"، مشيراً الى أنه "تم الاتفاق على الإطار، والنقاش حالياً حول تنفيذ التفاصيل، ولا سيما بالنسبة الى تبادل السجناء".
وأشار نتنياهو الأربعاء، إلى أنه من النقاط التي تتعثّر حولها المفاوضات عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في مقابل كل محتجز ستفرج عنه حماس، ورفض إسرائيل الإفراج عن بعض الأسرى الذين تطالب بهم حماس.
في المقابل، قالت حماس إن "قرار نتنياهو بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يهدف لإفشال المفاوضات"، في إشارة الى تمسّك إسرائيل بإبقاء قوات في ممر فيلادلفيا في غزة المحاذي للحدود المصرية، بحجة منع تهريب السلاح إلى حماس. وتشترط الحركة من جهتها انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع.