إدراك قيمة الوقت وإدارته واستثماره بشكل صحيح، تساعد في تحقيق الأهداف وزيادة الإنتاجية، وتقليل التوتر وتحسين جودة الحياة، فمازال الكثيرون يعانون مشكلة هدر الوقت وعدم قدرتهم على ضبطه والتعامل معه بذكاء، وبالتالي لا يحققون أهدافهم ولو حتى البسيطة منها، نتيجة كثرة المهام وزيادة الأعباء اليومية وغيرها من الملهيات، لذا أسهم الكثيرون من المتخصصين في مجال التطوير والإدارة، في وضع بعض الأسس والأنظمة التي يمكن أن تساعد الفرد في التعامل مع وقته بفعالية لضمان الوصول إلى أهدافه.
نظام «البومودور»
ترى د. منيرة الرحماني، مستشارة تطوير ذات، أنه في الوقت الراهن وبزيادة المهام والأعباء على الفرد، يتشتت التركيز وتقل جودة أداء المهام المنجزة، وعليه نجد معظم البشر يعانون عدم تحقيق إنجازاتهم أو مهامهم في الوقت المحدد، وذلك لأسباب عدة، أهمها التهاون في تحقيق الإنجاز، والعمل بمقولة «ما عندي وقت!»، ما ينعكس سلباً على التعامل مع الأولويات في حياة المرء. وتذكر الرحماني أن أحد أبسط الأدوات لإدارة الوقت، هو نظام «البومودور» الذي يعمل على تعزيز التركيز والانتباه، فاستخدام هذه الطريقة يمكّن الفرد من تحديد وقت معين لأداء مهمة محددة، مع التركيز على هذه المهمة من دون أن تتداخل مع مهام أخرى.
3 مهام
وتشير الرحماني إلى أمثلة عدة لهذا النظام من خلال اختيار 3 مهام هي: «كتابة يومياتي، قراءة الورد اليومي، زيارة المدرسة لمناقشة موضوع محدد»، ويتم تحديد 20 دقيقة لكل مهمة والتركيز فقط على هذا الهدف حتى الانتهاء منه، وهنا يتحدى المرء نفسه في تحقيق الهدف قبل انتهاء الوقت المحدد، وبعد الانتهاء من المهمة يمكنه أخذ قسط من الراحة لا تتجاوز عشر دقائق لاسترجاع الطاقة والتهيؤ لإنجاز جديد، ثم ينتقل للمهمة الأخرى، وفي حال الإخفاق يتوجب عليه دراسة الأسباب والعوائق التي حالت من دون إنجاز المهمة، لتفادي حصولها في المرات القادمة.
خريطة ذهنية
وتنصح الرحماني لكل من لا يجيد إدارة وقته، أن يطلب المساعدة من مختصين، ليحدد غاياته المرجوة التي يود تحقيقها، ويضع الوقت الكافي لإنجاز أهدافه، من ثَم يطوّر ذاته من خلال البحث والقراءة والمعرفة، وتحث الرحماني، كونها أول مدربة إماراتية معتمدة في مجال الخرائط الذهنية من مخترع الخرائط الذهنية «توني بوزان»، على أهمية تعلم مهارات الخرائط الذهنية وتطبيقها، حيث إنها تساعد على ترتيب الذهن وتدريبه على تحديد الأولويات، بهدف تقسيم الوقت واستثمار الطاقة في إنجاز المهام ذات الأولوية القصوى بأسهل وأسرع الطرق.
خطط فعّالة
ويكمن الفارق الحقيقي بين النجاح والفشل في كيفية إدارة الوقت، فالقدرة على استثمار كل لحظة من الوقت بشكل فعّال مهارة حاسمة لتحقيق الإنتاجية وتحقيق الأهداف بنجاح، هذا ما أشار إليه عبدالرحمن العمري، مدرب مهارات شخصية، قائلاً «لن تكون إدارة الوقت فعالة دون وضع أهداف واضحة، مع وضع خطط فعّالة لتحقيقها، ثم تحديد الأهداف الكبيرة وتفكيكها إلى أهداف أصغر قابلة للإنجاز يومياً، لافتاً إلى أهميّة تنظيم الوقت لتحقيق الأهداف والطموحات التي ترتقي بالمجتمع وتسهم في ازدهاره».
ويوضح العمري أن تنظيم الوقت يسهم في إنجاز الأعمال في وقت قصير، ليتوفر لدينا متسع لإنجاز غيرها، فإدارة الوقت أهم داعم لحل المشكلات، لما توفره من صفاء الذهن والتفكير الصحيح والشعور بالسعادة، التي يلمسها المرء عند إتمام المهام.
قصيرة وبعيدة المدى
توصي د. منيرة الرحماني بضرورة تقسيم الوقت حسب المهام المراد إنجازها، وتحديد أولويات الحياة لاستغلال الوقت بالشكل الأمثل، كما أن تحديد الأهداف القصيرة والبعيدة المدى، يساعد على تنظيم الوقت حسب خطوات الإنجاز، ويمكن الجزم بأن الأفراد الذين ليست لهم أهداف واضحة في الحياة، يضيع مجمل وقتهم في أمور غير مهمة ولا تعود عليهم بالنفع.
نصائح
أكد عبدالرحمن العمري، مدرب مهارات شخصية، أهمية التخلص من الطاقة السلبية التي تهدر طاقة الفرد، وطرد مشاعر الحزن والكآبة والقلق، لخلق حافز يشجع على المزيد من العمل والإبداع، ومن أبرز النصائح التي يقدمها العمري، التخطيط اليومي لتنظيم الوقت، وتدوين الخطط والأهداف من دون الاكتفاء بحفظها في الذاكرة، ووضع خطط قابلة للتعديل، مع اكتساب مهارة المقارنة وتحديد الأولويات، والاستفادة من التقنيات والأجهزة الحديثة في تنظيم الوقت، مع توافر عامل المرونة خلال السير نحو الهدف.