يجتاح تفشٍ للكوليرا وسط السودان وشرقه مع المزيد من المعاناة والمخاطر والبؤس أناساً يعانون أساساً من أذى الحرب القاسية المستمرة من 17 شهراً.
حيث ارتفعت حالات الإصابات بمرض الكوليرا في عشر ولايات سودانية لأكثر من عشرة آلاف، فيما تجاوز عدد الوفيات جراء المرض إلى ما يزيد على 300 شخص، في ظل توقف خدمات الصحة في عدد من الولايات، بينما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» من أن نحو 3.4 ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا، وأمراض مميتة أخرى في السودان.
وكشف تقرير الوضع الوبائي للكوليرا، الذي استعرضه مركز عمليات الطوارئ خلال اجتماعه الراتب عن تسجيل (271) إصابة جديدة، أول من أمس، من (4) ولايات، وبينها (3) حالات وفاة، بواقع (137) إصابة بنهر النيل، ومنها حالة وفاة واحدة، كسلا (91) إصابة ودون حالات وفاة، القضارف (39) إصابة، ومنها حالتا وفاة، ومن سنار (4) إصابات، ليرتفع عدد الإصابات من (10) ولايات (50 محلية)، إلى (10022) إصابة، ومنها (328) حالة وفاة.
وفي شمال السودان، أفادت وزارة الصحة بولاية نهر النيل بتسجيل 199 إصابة جديدة بمرض الكوليرا. يأتي هذا الإعلان في وقت حساس، حيث تسعى السلطات الصحية لمكافحة انتشار هذا الوباء.
وفقاً للتقارير، كانت محلية عطبرة الأكثر تضرراً بتسجيل 65 حالة، تلتها محلية الدامر بـ 61 حالة، ثم محلية بربر بـ 52 حالة، كما تم تسجيل 11 حالة في محلية أبو حمد، وسبع حالات في محلية شندي، وحالتين في محلية البحيرة.وبحسب التقرير، فإن هناك تحديات تواجه عملية مكافحة الكوليرا، أهمها شح الدعم المقدم من المنظمات لتشغيل مراكز المعالجة، وضعف الوعي الصحي.
في الأثناء، قال ممثل اليونيسيف في السودان شيلدون ييت، إن اليونيسيف نفذت استجابة متعددة بالشراكة مع وزارة الصحة الاتحادية، ومنظمة الصحة العالمية للسيطرة على تفشي وباء الكوليرا في الولايات المتضررة، والحد من انتشار المرض «نحن في سباق مع الزمن، مع هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، يمكن أن تنتشر الأمراض بسرعة أكبر، وتؤدي إلى تفاقم التوقعات الصحية بالنسبة للأطفال في الولايات المتضررة وخارجها».
وأضاف «تنبع الأزمات من الانخفاض الكبير في معدلات التطعيم وتدمير البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة نتيجة للصراع المستمر، كما أن تدهور الوضع الغذائي للعديد من الأطفال في السودان يعرض الأطفال لخطر أكبر».