رغم وفاتها منذ 3000 عام .. كيف أثرت ملكة مصرية على معايير الجمال؟

{title}
همزة وصل   -
بعد أكثر من 3000 عام على وفاتها، لا تزال الملكة المصرية القديمة نفرتيتي رمزًا خالدًا للجمال والقوة والتأثير الثقافي، فمنذ أن اكتُشف تمثالها النصفي الشهير في عام 1912، أصبحت نفرتيتي أيقونة تتخطى حدود الزمن والجغرافيا، وتأسر خيال العالم بملامحها الرائعة وتاريخها الغامض.
كان تمثالها النصفي، المصنوع من الحجر الجيري والمزين بألوان زاهية، تحفة فنية قلبت الموازين عندما عُرض للجمهور لأول مرة في متحف برلين الجديد عام 1924.
برزت رقبتها الرشيقة، وملامح وجهها المتناسقة، ونظرتها الواثقة كرمز للجمال الملكي الذي يتحدى تجاعيد الزمن.
وأوضحت الدكتورة شيريل فينلي، أستاذة تاريخ الفن: "إن جمال نفرتيتي ينبع من ثقتها ونظرتها المميزة التي تجعلها جذابة للغاية، إنها أيقونة بكل معنى الكلمة".
الموضة والفن
أثرت صورة نفرتيتي على معايير الجمال والفن بشكل لا مثيل له، ففي عشرينات القرن الماضي، ارتبطت صورة الملكة بالإعلانات التجارية ومستحضرات التجميل، مما جعلها مرادفًا للجمال والأناقة.
واستلهم مصممو الأزياء مثل الفرنسي بول بواريه الزخارف المصرية في تصميماتهم، في حين تناولت مجلة "فوغ" الافتتان المتجدد بها، ما عزز حضورها في عالم الموضة.
في القرن الحادي والعشرين، استمر تأثير نفرتيتي في خطوط الأزياء والمجوهرات.
واستوحى مصممون عالميون مثل كريستيان لوبوتان وجون جاليانو تفاصيل من أسلوبها لإبراز الأناقة الخالدة في تصاميمهم، حتى علاجات التجميل الحديثة لم تفلت من تأثيرها؛ إذ استُوحي من جمالها اسم تقنية "شد الوجه نفرتيتي"، التي تستخدم لتحسين ملامح الفك والعنق.
في الثقافة الشعبية، تبنت نجمات عالميات مثل ريهانا وبيونسيه إرث نفرتيتي، من الوشوم إلى إعادة تمثيل صورتها في مقاطع الفيديو الموسيقية.
بيونسيه، على سبيل المثال، جسّدت شخصية نفرتيتي في أغنيتها "Sorry"، ما رسخ تأثير الملكة في وجدان الأجيال الحديثة.
تصف الدكتورة إلكا ستيفنز، الأستاذة المساعدة للثقافة البصرية، نفرتيتي بأنها شخصية قادرة على التأقلم مع أي زمان ومكان: "انزع عنها التاج، وستجدها قادرة على الاندماج في أي مجتمع بثقة ومرونة".
لغز الحياة والخلود
يبقى الغموض الذي يحيط بحياة نفرتيتي سببًا إضافيًا لجاذبيتها. اختفاؤها المفاجئ من السجلات التاريخية بعد سنوات من الحكم مع زوجها الفرعون أخناتون أثار العديد من التكهنات. هل قُتلت؟ أم نُفيت؟ كل هذه الأسئلة تضيف عمقًا لجاذبيتها المستمرة.
نفرتيتي ليست مجرد ملكة مصرية قديمة؛ إنها رمز عالمي يعكس قوة الجمال والتأثير الثقافي عبر العصور، من تمثالها النصفي الباهر إلى بصماتها في الموضة والفن والثقافة الشعبية، ستظل نفرتيتي أيقونة لا تُنسى، تلهم العالم جيلاً بعد جيل.
من هي نفرتيتي؟
نفرتيتي كانت واحدة من أشهر وأقوى النساء في مصر القديمة. اسمها يعني "الجميلة أتت”. كانت زوجة الفرعون أخناتون، الذي حكم في الأسرة الثامنة عشرة خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
اشتهرت نفرتيتي بجمالها وقوتها ويُعتقد أنها لعبت دورًا كبيرًا في التحولات الدينية التي حدثت في عهد أخناتون، حيث انتقلوا من عبادة الآلهة التقليدية إلى عبادة آتون.
تمثال نفرتيتي النصفي، المصنوع من الحجر الجيري، هو واحد من أشهر القطع الفنية من العصور القديمة، ويُعرض حاليًا في المتحف المصري ببرلين.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير