في حادثة غريبة تكشف عن مدى التزام السلطات اليابانية بالقانون، اضطرت الشرطة اليابانية إلى مطاردة لص 3 أشهر وأكثر من 1000 كيلومتر، لسرقته طبقي لحم مفروم لا تتعدى قيمتهما 1.5 دولار (184 ين ياباني).
بدأت القصة في 17 سبتمبر/أيلول من العام الماضي في مدينة سابورو، عندما حاول رجل يبلغ من العمر 41 عاماً سرقة طبقين من متجر، وحاول حارس الأمن إيقافه، ولكن السارق تمكن من الهروب، ومع ذلك، لم يكن الهروب سهلاً، إذ بدأت الشرطة اليابانية في تتبع تحركاته باستخدام شبكة واسعة من كاميرات المراقبة المنتشرة في الشوارع ومحطات القطارات.
وبفضل هذه التكنولوجيا المتقدمة، تمكنت الشرطة من تحديد موقع السارق في مدينة تشيتا بمحافظة آيتشي في 23 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أي بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الحادثة، وهي مسافة تبعد اكثر من 1000 كيلومتر عن مكان الجريمة.
وعند القبض عليه، نفى السارق التهم الموجهة إليه زاعماً أنه لا يتذكر الحادث، ولكن الخبراء والمواطنين تساءلوا عن سبب سرقته لمبلغ بسيط، رغم أنه كان قادراً على تحمل تكاليف السفر لقطع كل هذه المسافة الطويلة.
اثارت الحادثة تساؤلات حول مدى جدوى تخصيص هذه الموارد الكبيرة لمطاردة 'لص صغير'، ولكنها في الوقت نفسه، أظهرت التزام اليابان الصارم بتطبيق القانون، حتى وإن كانت الجريمة صغيرة.