الطقس البارد.. عدو البشرة النضرة

{title}
همزة وصل   -
يشكل الشتاء تحدياً لصحة الجلد، حيث يتسبب انخفاض الرطوبة ودرجات الحرارة الباردة والظروف الجوية القاسية في تجريده من الزيوت الواقية، وإلحاق الضرر بالبشرة والطبقات الخارجية في الوجه، كونها أكثر المناطق تعرضاً للعوامل المناخية في الجسم، كما يفاقم الاستحمام بالماء الساخن، ونقص فترات التعرض لأشعة الشمس، وعدم كفاية الترطيب، الاضطرابات مثل: الحساسية والجفاف والحساسية والالتهابات والعُد الوري وأعراض داء الصدفية، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذه المشكلات وطرق الوقاية والعلاج.
يقول د.محمد زاهر، أخصائي أمراض جلدية وتجميل: إن تشقق الجلد في فصل الشتاء يحدث نتيجة فقدان الماء من الطبقة الخارجية من الجلد، ويساهم في ذلك المناخ العاصف والرطوبة المنخفضة، وقلة تناول الماء، وفقدان الزيوت بسبب كثرة الاستحمام أو الفرك، أو استعمال الماء الساخن والصابون والمنظفات القاسية عند غسل البشرة، أو المشي حافي القدمين، أو السباحة المتكررة في أحواض السباحة التي تحتوي على نسبة عالية من الكلور، والإصابة بأمراض أو حالات معينة، مثل قصور الغدة الدرقية، والسكري، وسوء التغذية، والتهاب الجلد التأتبي، والصدفية.
يضيف: يستهدف تشقق الجلد على الأغلب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً، كونهم أكثر عرضة لتضاؤل قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة، وكذلك الذين تتطلب وظائفهم غمر أيديهم أو أجسادهم في الماء مثل مدرب السباحة، البستاني، طاقم التمريض، مقدم الرعاية المنزلية، ربة المنزل، عمال المصنع.
يوصي د.زاهر ببعض النصائح التي يمكن أن تحمي من تشقق الجلد في فصل الشتاء، ومن أبرزها: 
* الحفاظ على رطوبة الجسم، عن طريق شرب الكثير من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة وأحماض أوميجا 3 الدهنية.
* الاهتمام بالعناية بالبشرة، من خلال استخدام مرطب مناسب طوال اليوم وقبل الخروج من المنزل حتى في الأيام الغائمة، وخاصة الأنواع التي تحتوي على عامل حماية من الشمس لا يقل عن (SPF30).
* الحد من التعرض للماء، بحيث لا يتجاوز وقت الاستحمام 10 دقائق، واستخدام الماء الدافئ وليس الساخن، مع استعمال منظف لطيف أو صابون خال من مسببات الحساسية.
* الحرص على تغطية أكبر قدر ممكن من الجلد في الطقس البارد أو العاصف.
جفاف البشرة 
ترى د.آية الصلاح أخصائية الطب التجميلي، أن الهواء البارد يتسبب في نقص الرطوبة في الجو، ما يؤثر في نضارة وحيوية البشرة ويتسبب في فقدانها رطوبتها بسهولة وخاصة الأشخاص الذين يستخدمون التدفئة المنزلية، والذين يكثرون من الاستحمام بالماء الساخن، كونه يؤدي إلى فقدان الزيوت الطبيعية في الجسم، وبالتالي ضعف الحاجز الطبيعي للجلد.
وتضيف: يستهدف جفاف البشرة الذين يعانون الأمراض الجلدية مثل: الإكزيما والصدفية بسبب ضعف حاجز الجلد، وكبار السن بسبب انخفاض إنتاج الزيوت الطبيعية مع التقدم في العمر، والذين يغسلون أيديهم أو أجسامهم بشكل متكرر أو يستخدمون الصابون القاسي على البشرة أو الذي يحتوي على مواد كيماوية بنسبة عالية.
توضح د.آية الصلاح أن جفاف البشرة يتسبب في الشعور بعدم الراحة، والشد، والخشونة أو الحكة التي تتطور إلى التقشر في حال عدم التدخل المبكر والحصول على العلاج المناسب، كما يزيد الاحمرار من خطر تهيج البشرة أو الإصابة بالالتهاب، كما يؤدي الجفاف إلى تشققات مؤلمة خاصة في مناطق اليدين والقدمين، أما بالنسبة لأصحاب البشرة الحساسة أو الذين يعانون الإكزيما فربما تزيد لديهم الأعراض وتتفاقم المشكلات الجلدية.
وتشير د.آية الصلاح إلى أن التغلب على جفاف البشرة يتطلب ⁠الحرص على تطبيق العناية الروتينية للوجه عن طريق شرب الكثير من الماء، واستخدام مرطب كثيف وخال من العطور، واستعمال المنتجات التي تحتوي على الهیالورونیك أسید، وتجنب الاستحمام بالماء الساخن لفترة أطول من 10 دقائق، ووضع جهاز ترطيب الجو لزيادة نسبة الرطوبة في المنزل، وتناول الأطعمة الغنية بالزيوت الطبيعية الصحية، مثل: الأفوكادو، سمك السالمون، والمكسرات.
حساسية والتهاب
يوضح د. ريشي حسن، أخصائي الأمراض الجلدية، أن انخفاض درجة الحرارة وجفاف الهواء يتسببان في تقليل الدورة الدموية وتجريد الجلد من الرطوبة، ما يؤدي إلى ظهور بعض المشكلات أو تفاقمها، ومنها: التهاب الجلد الناجم عن ضعف الدورة الدموية أو التعرض للمواد الكيميائية أو المواد المسببة للحساسية، ويتسبب في وجود بقع حمراء مثيرة للحكة، ولذلك يكون من الضروري اتخاذ التدابير الوقائية للعناية بالبشرة بشكل عام، والتي تتمثل في اختيار المرطبات الغنية الخالية من العطور، استخدام جهاز ترطيب الهواء لإضافة الرطوبة إلى المكان، كما يجب أن تكون فترة الاستحمام قصيرة وتجنب الماء الساخن الذي يزيد من تفاقم الجفاف.
وينصح د.حسن بشرب الكثير من الماء الكافي لترطيب الجسم، واختيار الملابس المصنوعة من الأقمشة الناعمة التي تسمح بمرور الهواء لتقليل تهيج الجلد، والحرص على استعمال منتجات العناية بالبشرة الخالية من الكحول والعطور، وطلب المشورة من الطبيب في حال استمرار الأعراض أو زيادة المضاعفات. 
العدّ الوردي
يبين د.حسن أن الوردية حالة مزمنة تتميز باحمرار الوجه والأوعية الدموية المرئية وظهور نتوءات تشبه حب الشباب في بعض الأحيان، وتتفاقم في فصل الشتاء بسبب الهواء الجاف الذي يهيج البشرة الحساسة، والرياح الباردة التي يتبعها التعرض للأماكن الداخلية الدافئة.
ويضيف: يجب على مرضى الوردية حماية الوجه بالأوشحة عند الخروج، واستخدام المنظفات اللطيفة والمرطبة وتجنب منتجات العناية بالبشرة القاسية، وعدم تجاهل استخدام واقي الشمس حتى في فصل الشتاء، حتى لا يتعرض الجلد للأشعة الفوق بنفسجية الضارة.
حالات الصدفية
يشير د.حسن إلى أن التقليل من التعرض لأشعة الشمس في الفصل البارد يؤدي إلى تأثيرات طبيعية مضادة للالتهابات، كما يتسبب الهواء البارد والجاف في زيادة قشور الجلد، وبالتالي تفاقم حالات الصدفية، كما يعمل على تسريع دورة حياة خلايا الجلد وظهور بقع حمراء متقشرة. 
ويتابع: يجب الحرص على مراجعة الطبيب المختص والالتزام بأدوية الصدفية للوقاية من تفاقم الأعراض في فصل الشتاء، والحفاظ على ترطيب البشرة باستخدام الكريمات، وإدارة التوتر والحفاظ على نمط حياة متوازن، كما يفيد العلاج بالضوء إذا كان التعرض لأشعة الشمس في حده الأدنى.
وصفات طبيعية للترطيب
تساعد بعض الوصفات الغنية بمستخلصات النباتات والزيوت الطبيعية على ترطيب الجلد والبشرة وخاصة في فصل الشتاء، ومن بينها:
1 - العسل: وجدت الدراسات العلمية أن العسل يلعب دوراً هاماً في ترطيب البشرة الجافة والمتشققة، كونه يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للأكسدة، وينصح الخبراء بوضعه على البشرة قبل النوم وتركه لمدة 15 دقيقة ثم غسله.
2 - زبدة الشيا: تشتهر بأنها تحتوي على فيتامينات (E,A) ولذلك فهي مفيدة لحماية الجلد من الجفاف، ويمكن استعمالها بشكل يومي للوقاية من تشققات الشفاه.
3 - يعاني العديد من الأشخاص جفاف اليدين والقدمين والكعبين في الموسم البارد، ولذلك ينصح الخبراء بتدليك الأطراف بمزيج من زيت الزيتون وزيت اللوز وزيت الجوجوبا قبل النوم أو إضافة الخليط لماء الاستحمام للحصول على الترطيب اللازم.
4 - يعرف الأفوكادو بأنه غني بالفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية، التي تغذي وترطب البشرة بعمق، وذلك عن طريق هرس ثمرة وتطبيقها على الوجه لمدة 20 دقيقة ثم غسله بالماء الفاتر.
5 - يمكن استعمال مرطبات تكون خالية من المكونات التي تؤدي إلى جفاف الجلد كالكحول أو الكبريتات، واستبدالها بالأنواع التي تحتوي على مكونات تحبس الرطوبة، مثل: الفازلين أو حمض الهيالورونيك أو اللانولين أو الزيوت المعدنية، أو الجليسرين.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير