همزة وصل -
مع تفاعل التصريحات الإسرائيلية الأخيرة غير المسؤولة التي تناولت مسألة إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة العربية السعودية، يحق لنا أن نقف بكل وضوح لنؤكد أن أمن السعودية خط أحمر، لا يقبل التهاون أو المساس، وأن ما تم تداوله من تصريحات ومزاعم يتجاوز مجرد كونه طرحاً غير واقعي، بل يصل إلى مستوى انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويشكل تدخلاً سافراً في الشؤون السيادية للدول.
إن المملكة العربية السعودية، التي كانت وما زالت صخرة صلبة في دعم القضية الفلسطينية، لن تكون يوماً مسرحاً لمشاريع تهدف إلى تصفية القضية أو طمس حقوق الشعب الفلسطيني، فعلى مدار العقود الماضية، كانت السعودية في مقدمة الدول العربية التي حملت لواء الدفاع عن فلسطين، ولم تبخل يوماً في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني لأشقائنا الفلسطينيين.
وقد سجل التاريخ للأشقاء في المملكة العربية السعودية مواقفهم الثابثة التي لم ولن تتغير بتغير الأزمان أو الظروف، لأن التزام المملكة بالقضية ليس مجرد موقف سياسي، بل هو التزام مبدئي وأخلاقي ينبع من إيمانها بعدالة القضية الفلسطينية.
إن حل القضية الفلسطينية لا يكون عبر تهجير شعبها أو تصفية حقوقهم، بل عبر الاعتراف الكامل بحقوقهم السياسية والإنسانية والتاريخية، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، فالشعب الفلسطيني ليس بحاجة إلى حلول ملتوية أو مشاريع وهمية، بل يحتاج إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد حقه في دولته المستقلة، بعيداً عن أي محاولات للالتفاف على هذه الحقوق المشروعة.
ولذلك، فإن أي محاولة لفرض سيناريوهات غير مقبولة على حساب سيادة المملكة العربية السعودية، أو أي دولة أخرى، لن تلقى إلا الرفض القاطع والاستنكار الشديد. فالسعودية دولة ذات سيادة، قراراتها نابعة من إرادتها الحرة، ولن تقبل بأي حال من الأحوال أن تستخدم أراضيها في مخططات لا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا السياق؛ فإن الموقف البحريني جاء ليؤكد عمق العلاقة الأخوية بين السعودية والبحرين، ويعكس روح التضامن العربي الحقيقي،حيث أعربت المملكة عن إدانتها واستنكارها الشديد للتصريحات الإسرائيلية، مؤكدة أن هذه المزاعم تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. كما شددت على وقوف البحرين الكامل إلى جانب المملكة العربية السعودية، ودعمها المطلق لأمنها وسيادتها.
إن مثل هذه التصريحات الإسرائيلية ليست سوى محاولات يائسة للتلاعب بالوقائع، لكنها ستتحطم أمام صلابة الموقف العربي، وإرادة الشعوب الحرة التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، وستظل السعودية، كما عهدناها دائماً، الحصن الحصين للدفاع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين، ولن يسمح لأي كان بأن يمس أمنها واستقرارها.
