
توفي الأحد، الفنان اللبناني أنطوان كرباج عن عمر يناهز الـ 90 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض ومعاناته من مرض الزهايمر.
رحيله شكل خسارة كبيرة للفن اللبناني والعربي، حيث ترك إرثًا فنيًا حافلًا بالمساهمات القيمة في مجالات المسرح، التلفزيون، والسينما.
بداية مسيرة فنية مليئة بالإبداع
ولد أنطوان كرباج في 4 أيلول 1935 في زبوغا، قضاء المتن، وكان من أبرز المسرحيين والممثلين اللبنانيين. بدأ مسيرته الفنية في بداية الستينيات، حيث انضم إلى معهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس، ليصبح أحد الأعضاء المؤسسين لفرقة المسرح الحديث التي لعبت دورًا رياديًا في تطوير الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي.
إسهامات كبيرة في التلفزيون والمسرح
طوال مسيرته الفنية، قدم كرباج العديد من الأعمال التي تركت بصمة كبيرة في الساحة الفنية. في مجال التلفزيون، شارك في مسلسلات شهيرة مثل "البؤساء" (1974) حيث جسد شخصية "جان فالجان"، إضافة إلى "ديالا" (1976) و"لمن تغني الطيور" (1976)، فضلاً عن مشاركته في أعمال مثل "أوراق الزمن المر" (1996) و"عشتار" (2004).
وعلى خشبة المسرح، قدم كرباج العديد من الأعمال المميزة مثل "يوسف بك كرم" (1994) و"ماكبث" (1962) و"الملك يموت" (1965)، بالإضافة إلى مسرحيات الرحابنة الشهيرة مثل "صح النوم" (1971) و"جبال الصوان" (1972).
أدوار سينمائية وإخراج مسرحي
في السينما، تألق كرباج في أدوار البطولة في أفلام مثل "نساء في خطر" (1982) و"الصفقة" (1984) و"امرأة في بيت عملاق" (1985)، مما عزز مكانته كأحد الوجوه الفنية البارزة في لبنان. كما قام بالإخراج المسرحي، حيث أخرج العديد من المسرحيات مثل "القبقاب" و"بربر آغا"، وساهم في إثراء المسرح العربي من خلال ترجمته لأعمال عالمية مثل "مكبث" لشكسبير و"الذباب" لجان بول سارتر.
إرث خالد في عالم الفن
ترك أنطوان كرباج خلفه إرثًا فنيًا غنيًا في جميع مجالات الفن التي شارك فيها. يعد أحد أعمدة الفن اللبناني والعربي، وستظل أعماله خالدة في ذاكرة الأجيال المقبلة.