
صدر حديثا كتاب "تاريخ الفكر الاقتصادي .. جدل نشأة المعرفة وتعاقب الحضارات"، للزميل أحمد أبو سعدة.
ويقع الكتاب في 250 صفحة من القطع المتوسط ويتوزع على ثلاثة أقسام رئيسة وتسعة فصول مع ما يتفرع عنها من مباحث يتناول فيها الزميل أبو سعدة بالبحث والتحليل والتحقق مسألة علمية بمنطق فلسفي لم تنقطع نقاشات المفكرين والدوائر العلمية والثقافية والاقتصادية حولها منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا.
واستهل الزميل أبو سعدة مقدمة كتابه بسؤال "لماذا تاريخ الفكر الاقتصادي وقد كتب فيه معلمون كبار حتى قيل إنهم أشبعوا هذه المسألة بحثاً؛ إذن؛ ما هي مبررات الكتابة في هذه المسألة وما الجديد في مشكلتها وأسئلتها وما هو الدافع لذلك كله؟".
ويقول أبو سعدة إن كتابه لا يقتصر على مناقشة تحليلية أو نقدية لنظريات نشأة الفكر الإنساني وإنما تركزت غاية كتابه وأهدافه على إقامة الأدلة العلمية والفلسفية الحاسمة على "الخطيئة التاريخية الكبرى" في مسألة نشأة الإنسان وتطوره تطوراً من بعد تطور من أدنى وأحط الكائنات الحية قبل أن يصبح كائناً عاقلاً وبالهيئة التي نراه ونعرفه فيها الآن.
ويضيف: للأسف .. لقد غدت هذه النظرة الوضيعة للإنسان من المسلّمات في معظم الدوائر التاريخية والعلمية، إذن، "هل نبني تفسيرنا للتاريخ الإنساني على كائن تطور تطوراً تلقائياً من الكائنات الحيوية الأدنى والأكثر انحطاطاً على مدى ملايين من السنين وظل كائناً هجيناً لا هو بالحيوان ولا بالإنسان مليون سنة أخرى على الأقل قبل أن يكتمل عقله ويدرك حقيقة آدميته؟".
لقد استغرقت الإجابة عن هذه الأسئلة الحرجة والشائكة صفحات الكتاب الذي توزع على ثلاثة أقسام هي: "عقلنة التاريخ الإنساني" ويتفرع عنه الفصلان الأكثر حسماً هما "بدائية الإنسان بين الحقيقة والخيال" و "العقيدة الداروينية في ميزان العلم".
وبعد إقامة أدلته على كل ما سبق ينتقل المؤلف للبناء على ذلك لإثبات تعاقب الحضارات في أزمنة ما قبل التاريخ المكتوب حضارة من وراء حضارة في القسم الثاني المعنون بـ "ما قبل نوح.. حضارة سادت ثم بادت" ثم يختم كتابه بالقسم الثالث بـ "تاريخ الفكر الاقتصادي.. الحاضر صورة الماضي" الذي يكشف فيه كيف ولماذا تولد الفكر الاقتصادي الذي يعتبر اللبنة الأساس للبنى الفوقية في أي مجتمع أياً كان زمانه ومكانه.