همزة وصل -
أعلن الجيش الروسي، أمس الجمعة، سيطرته على قرية جديدة في منطقة سومي شمال شرق أوكرانيا، في إطار الهجوم المتصاعد الذي تنفذه موسكو على جبهات متعددة منذ أسابيع، بالتزامن مع توجه مجلس الوزراء الروسي لإطلاق منظومة دفاع متكاملة لحسم المعركة، في وقت استعادت فيه أوكرانيا 1200 جثة بموجب اتفاق إسطنبول بين الجانبين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها استولت على قرية يابلونيفكا الواقعة على بعد نحو تسعة كيلومترات من الحدود، ضمن ما وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب«منطقة عازلة» على الأراضي الأوكرانية.
ويسعى الجيش الروسي إلى توسيع نطاق سيطرته في شمال شرقي البلاد، بعد فشل محاولاته السابقة للاستيلاء على مدينة سومي في الأيام الأولى من الحرب عام 2022، حين صدّت القوات الأوكرانية الهجوم في عملية مضادة.
وتشكل منطقة سومي نقطة استراتيجية، استخدمتها أوكرانيا لاحقاً عام 2024 كنقطة انطلاق لتوغلها في منطقة كورسك الروسية المجاورة.
وفي الأثناء، أعلن مجلس الوزراء الروسي نجاح اختبارات واسعة النطاق لأنظمة ليزر متطورة مصممة لمواجهة الطائرات المسيرة، والتي ستشكل جزءاً أساسياً من نظام دفاع جوي متعدد الطبقات. وبحسب سبوتنيك، يمتلك الجيش الروسي شبكة متكاملة من منظومات الدفاع الجوي، تضم أنظمة متقدمة مثل صواريخ «إس-400» القادرة على توفير حماية متداخلة ضد مختلف الأهداف الجوية، من صواريخ باليستية إلى طائرات مسيرة وطائرات مقاتلة، في جميع النطاقات والارتفاعات داخل الغلاف الجوي وخارجه.
وأوضح البيان أن أنظمة الليزر الجديدة التي تم اختبارها مؤخراً تمثل نقلة نوعية في تعزيز قدرات الدفاع الجوي الروسي، وتأتي في إطار جهود موسكو المستمرة لتحديث منظوماتها العسكرية ومواجهة التهديدات الحديثة بكفاءة عالية.
وأضافت وزارة الدفاع أن القوات الروسية نفذت خلال الأسبوع الماضي سبع ضربات جوية دقيقة على منشآت المجمع الصناعي العسكري الأوكراني ومواقع تخزين الذخيرة، فضلاً عن تدمير محطات رادار ومنشآت إنتاج الطائرات المسيرة، ما أسفر عن تعطيل كبير في البنية التحتية العسكرية الأوكرانية.
وفي موازاة التصعيد العسكري، أعلنت أوكرانيا أمس الجمعة أنها استعادت 1200 جثة تعود لمقاتلين ومواطنين أوكرانيين، سُلّمت من قبل روسيا ضمن اتفاق أُبرم خلال المحادثات الأخيرة بين الجانبين في إسطنبول، بحسب ما أفاد مركز التنسيق الأوكراني لأسرى الحرب.
وقال المركز، في بيان عبر وسائل التواصل، إن الجثث التي سلّمتها روسيا تشمل عسكريين أوكرانيين، مضيفاً أن أوكرانيا ستجري الفحوصات اللازمة لتحديد هويات القتلى. ونُشرت صور تُظهر عربات تبريد وعدداً من الأشخاص ببزات واقية أثناء تفريغ أكياس الجثث، وسط مشاركة للصليب الأحمر الدولي في العملية.
وتأتي عملية التسليم في إطار اتفاق جزئي أُبرم في 2 يونيو الجاري خلال محادثات إسطنبول، نصّ على تبادل جميع أسرى الحرب المصابين بجروح خطرة أو المرضى، إضافة إلى إعادة رفات القتلى من الطرفين، في ما وصفته كييف ب«النتيجة الملموسة الوحيدة» لتلك المفاوضات.
ومنذ الاتفاق، شهد الطرفان ثلاث جولات من تبادل الأسرى. وكانت أوكرانيا أعلنت الأربعاء أنها استعادت 1212 جثة في عملية وصفتها بأنها من أكبر عمليات إعادة الرفات منذ اندلاع الحرب. بدورها، قالت روسيا إنها تسلمت جثث 27 جندياً روسياً في عملية منفصلة، دون أن تُصدر بياناً بشأن تسليم الجثث أمس الجمعة.
