مونديال الأندية.. كسر الهيبة الأوروبية بعد 13 عاماً من الهيمنة

{title}
همزة وصل   -
في مشهد غير مألوف هز أوساط كرة القدم العالمية، شهدت كأس العالم للأندية 2025 واحدة من أكثر الليالي دراماتيكية في تاريخ مشاركات الأندية الأوروبية، حيث تلقّت القارة العجوز ضربتين موجعتين في أقل من 24 ساعة، أنهت سلسلة امتدت لأكثر من 13 عامًا دون أي خسارة أمام أندية من خارج أوروبا.
البداية كانت من الولايات المتحدة، حيث قلب إنتر ميامي الأميركي الطاولة على بورتو البرتغالي، محققًا فوزًا تاريخيًا بنتيجة 2-1، في لقاء قلب خلاله تأخره إلى انتصار مستحق بفضل هدف عبقري من ركلة حرة سجله ليونيل ميسي. هذا الانتصار لم يكن عادياً، بل حمل في طياته معاني كثيرة، أبرزها أن بورتو أصبح أول نادٍ أوروبي في التاريخ يخسر أمام فريق من منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى) في مباراة رسمية.
وما هي إلا ساعات قليلة، حتى جاءت المفاجأة الثانية، حين سقط باريس سان جيرمان الفرنسي على يد بوتافوجو البرازيلي بنتيجة 1-0، في مواجهة شهدت تفوقًا تكتيكيًا للفريق البرازيلي، وغيابًا لفاعلية نجوم الفريق الفرنسي، الذي عجز عن كسر التنظيم الدفاعي لممثل البرازيل.
بهذه النتائج، تسجّل الكرة الأوروبية أول خسارتين أمام أندية غير أوروبية في نسخة واحدة من كأس العالم للأندية، وفي ليلة واحدة تحديدًا، لتنتهي بذلك فترة من السيطرة المطلقة كانت خلالها الأندية الأوروبية بمنأى عن الهزائم خارج قارتها، خصوصًا أمام فرق من أميركا الجنوبية أو الشمالية.
ولعلّ الأثر الأكبر لهذه الخسارة يطال بورتو، الذي سيكون مهددًا بأن يصبح أول فريق أوروبي يُقصى رسميًا من نسخة 2025 في حال لم ينجح إنتر ميامي في الفوز على بالميراس في المواجهة الحاسمة. هذا السيناريو، لو تحقق، سيُكتب في سجلات البطولة كصفحة داكنة في تاريخ مشاركات القارة العجوز.
ما حدث في ليلة الأمس هو تذكير قوي بأن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ فقط، بل بالحاضر أيضاً، وبأن المسافات الفنية بين القارات قد لا تكون كما تبدو على الورق. الأندية اللاتينية والأميركية أثبتت أنها قادرة على الوقوف نداً لند أمام الكبار، بل وإسقاطهم في أرض الملعب.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير