
يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديم أول دفعة مساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ عودته إلى البيت الأبيض، في خطوة قد تمثل تحولاً في موقف إدارته من الحرب، فيما دعت كييف إلى فرض المزيد من العقوبات على موسكو، بعد قصف روسي واسع النطاق شمل أكثر من 620 طائرة مسيّرة وصاروخاً بعيد المدى، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى في عدة مناطق أوكرانية.
وذكرت مصادر مطلعة في الإدارة الأمريكية أن ترامب طلب من مستشاريه إعداد تصور شامل لاحتياجات أوكرانيا «العاجلة»، يشمل أنظمة دفاع جوي وذخائر متقدمة، في أعقاب الهجمات الروسية الأخيرة التي استهدفت مدناً أوكرانية وأوقعت ضحايا مدنيين.
وأوضح مسؤول أمريكي أن ترامب لم يوقّع حتى الآن على قرار رسمي، لكنه ناقش المسألة في أكثر من اجتماع أمني خلال الأسبوع الماضي، وأبلغ حلفاءه أنه يدرس «بجدية» تقديم دعم عسكري «يركز على الردع وليس التصعيد».
وكشف زيلينسكي أن ترامب أبلغه بمواعيد استئناف شحنات الأسلحة الأمريكية، بعدما أعلنت واشنطن سابقاً تعليق بعض الشحنات.
وفي السياق قال زيلينسكي: إن روسيا أطلقت ليل الجمعة–السبت 26 صاروخ كروز و597 طائرة مسيّرة هجومية، أكثر من نصفها من طراز «شاهد» الإيراني الصنع، في واحدة من أعنف الهجمات منذ اندلاع الحرب.
وأكد سلاح الجو الأوكراني إسقاط 319 طائرة مسيّرة و25 صاروخاً، مشيراً إلى أن الهجمات أصابت خمسة مواقع بصاروخ واحد ونحو 20 مسيّرة، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وحذّر زيلينسكي من أن وتيرة الضربات الجوية تتطلب «قرارات سريعة» من الحلفاء، مشدداً على أن العقوبات الفعالة يمكن أن تكبح هذه الهجمات، لا سيما إذا استهدفت مزوّدي روسيا بالتكنولوجيا والجهات التي تستفيد من صادراتها النفطية.
وأضاف: «لا يمكن وقف هذه الحرب إلا من خلال القوة. لا ننتظر إشارات من شركائنا، بل أفعالاً تنقذ الأرواح».
في موسكو، جدد الكرملين رفضه لفكرة نشر قوة حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، وذلك رداً على تصريح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال فيه: إن لدى الحلفاء خطة جاهزة للنشر فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأكدت الرئاسة الروسية أن بوتين منفتح على المشاركة في المفاوضات، لكنها شددت على أن أهداف روسيا العسكرية «ثابتة»، وأن إنهاء الحرب يتطلب تخلي أوكرانيا عن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استهدفت مواقع للصناعات العسكرية الأوكرانية في لفيف وخاركيف ولوتسك، إضافة إلى مطار عسكري، من دون الكشف عن نتائج الضربات.
في السياق، أفادت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان بأن شهر يونيو شهد أعلى حصيلة شهرية للضحايا المدنيين منذ بدء الحرب، حيث قُتل 232 شخصاً وأصيب 1343، في مؤشر على تصاعد خطر في مستوى العنف مع استمرار العمليات الجوية الروسية