
رعى وزير الثقافة مصطفى الرواشدة انطلاق فعاليات مهرجان المونودراما المسرحي بدورته الثالثة، ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان جرش 2025، في حفل أقيم على خشبة مسرح مركز الحسين الثقافي، بحضور الرئيس التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي، ونقيب الفنانين محمد يوسف العبادي، ونخبة من المسرحيين والمكرمين العرب.
وأكد الرواشدة في كلمته أن هذا المهرجان يمثل فضاءً إبداعيًا يجمع الفنانين العرب والأردنيين، ويسهم في تعزيز الهوية الثقافية، مشيرًا إلى أن إدراج المونودراما ضمن فعاليات جرش يثري المشهد المسرحي ويمنح المواهب الشابة مساحة للتعبير.
وشهد الحفل تكريم نخبة من الفنانين العرب، هم: الفنان السوري أسعد فضة، واللبنانية تقلا شمعون، والمصري خالد زكي، إلى جانب الفنانة الأردنية الدكتورة ريم سعادة التي اختيرت "شخصية مهرجان المونودراما 2025"؛ تقديرًا لمسيرتها الحافلة بالعطاء الفني والإنساني، حيث تم عرض فيلم وثائقي يوثق تجربتها الممتدة في المسرح والدوبلاج والعمل العام، والتي أضفى عليها تخصصها الأكاديمي في علم النفس بعدًا داخليًا عميقًا على أدائها.
وفي لفتة مؤثرة، أهدت تقلا شمعون تكريمها لروح الفنان زياد الرحباني، مؤكدة أن المسرح العربي فقد أحد أبرز وجوهه، في حين عبّر أسعد فضة عن امتنانه للأردن، الذي وصفه بـ"البيت الثاني"، ووجّه خالد زكي تحية للقيادة الأردنية ولإدارة مهرجان جرش والفنانة عبير عيسى، مديرة مهرجان المونودراما.
أما ذروة الحفل فكانت مع العرض المسرحي "المحطة الأخيرة"، الذي كتب نصه وأخرجه حكيم حرب، وأدّته ببراعة الفنانة عبير عيسى، التي قدّمت تجربة مونودرامية استثنائية، نقلت فيها وجع المرأة العربية التي تواجه النكران بعد التضحية، عبر تجسيد مجموعة شخصيات نسائية تنتمي لشرائح اجتماعية مختلفة، تتلاقى في صرخة مشتركة: "لن أتنازل عن أرضي، ولا عن رسالتي، حتى الرمق الأخير”.
جاء الأداء متقنًا، مكثفًا، وصادقًا، أظهر نضج عيسى الفني وتماهيها مع النص، حيث قدّمت عرضًا يليق بفن المونودراما كأداة مقاومة ومرآة للوجدان النسوي والوطني.
العرض الذي أنتجته إدارة مهرجان جرش يُعد إعلانًا صريحًا عن مرحلة جديدة في المسرح الأردني، حيث تُروى حكاية المرأة لا بوصفها طرفًا هامشيًا، بل كركيزة أصيلة في تشكيل الهوية.