همزة وصل -
سيطرت القوات الروسية على بلدة جديدة وسط شرقي أوكرانيا، غداة إعلان حلف شمال الأطلسي تنفيذ خطة لحماية جناحه الشرقي، فيما تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات كبيرة على روسيا إذا توقفت دول الناتو عن شراء النفط الروسي مع فرض رسوم جمركية على الدول التي تشترى الوقود الروسي.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها سيطرت على بلدة نوفوميكولايفكا في منطقة دنيبروبتروفسك بوسط شرق أوكرانيا،. وتكبيد العدو خسائر مادية كبيرة ومقتل 1370 جندياً أوكرانياً، مع استمرار تقدم القوات على جميع المحاور.
وفي منطقة دونيتسك، أعلنت النيابة العامة الأوكرانية مقتل ثلاثة مدنيين، السبت، وإصابة سبعة آخرين في قصف روسي على بلدة كوستيانتينيفكا. ذكر مسؤول محلي أن ثلاثة أشخاص قتلوا في هجوم روسي في منطقة سومي بشمال أوكرانيا، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، قال إن محاولات موسكو للتقدم في المنطقة فشلت مع خسائر فادحة. وقال إن القوات الأوكرانية تتصدى بفاعلية للقوات الروسية في دونيتسك وزابوريجيا، وهما المنطقتان الرئيسيتان على خط الجبهة.
وأعلن حلف الناتو خطة لحماية جناحه الشرقي. وتضم المهمة، التي بدأت مساء الجمعة، مجموعة من الأصول لتحقيق التكامل بين القواعد الجوية والبرية. وأضاف الأمين العام للحلف مارك روته أن الحلفاء، ومن بينهم الدنمارك وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، التزموا حتى الآن تجاه المهمة ومن المقرر انضمام دول أخرى. وقال ألكسوس جرينكويتش القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، وهو أيضاً جنرال في سلاح الجو الأمريكي، إن الحلف سيدافع عن كل شبر من أراضيه.
كما حذر روته أعضاء الأطلسي من خطورة الصواريخ الروسية فرط الصوتية، وقدرتها على الوصول إلى مدن أقصى غرب أوروبا خلال خمس دقائق فقط.
ودعا روتّه خلال مؤتمر إطلاق عملية الناتو «حارس الشرق» دول الحلف إلى النظر إلى أمنها الجماعي وكأن جميع أعضائه متمركزون جغرافياً على الجبهة الشرقية للناتو.
وأوضح الكرملين أن روسيا لا تشكل تهديداً لأي من دول الحلف، لكنها سترد على أي خطوات قد تعتبر خطِرة على مصالحها، مع بقائها منفتحة على الحوار القائم على المساواة ورفضها لنهج عسكرة القارة الأوروبية.
وصرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفان كونيليوس، بأن ألمانيا ستعزز وجودها العسكري على الحدود الشرقية لحلف الناتو. من جهته، أكد رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف، أن بلاده لم تتخذ بعد قراراً بشأن حجم مساهمتها في ما يسمى بـ«منظومة الضمانات الأمنية الخاصة بأوكرانيا».
من جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس السبت إنه مستعد لفرض عقوبات كبيرة على روسيا، لكن بشرط أن تتفق كل دول حلف شمال الأطلسي على وقف شراء النفط الروسي تماماً، وأن تطبق عقوباتها عليها. كما اقترح ترامب أن ينظر أعضاء التحالف في فرض رسوم جمركية تتراوح بين 50 و100 في المئة على الصين كوسيلة للمساعدة في إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا.
وكتب ترامب على منصته تروث سوشال: «أنا مستعد لفرض عقوبات كبيرة على روسيا عندما تتفق كل دول الناتو وتبدأ تنفيذ الأمر نفسه، وعندما تتوقف كل دول الناتو عن شراء النفط من روسيا». وكوسيلة لتجفيف الإيرادات التي تحتاج إليها موسكو لمواصلة حربها، هدّد ترامب روسيا مراراً بفرض عقوبات إضافية عليها، لكنه لم يقدم على ذلك حتى الآن، ما أثار إحباط كييف.
ووصف الرئيس الأمريكي شراء دول حلف شمال الأطلسي النفط الروسي بأنه «أمر صادم» وقال إنه يضعف موقفها التفاوضي أمام موسكو. وصرح «على كل حال، أنا مستعد لذلك عندما تكونون مستعدين. فقط أخبروني متى؟». ومضى بالقول إنه إذا نفذ الحلف الذي يضم 32 بلداً عضواً «ما أقوله، فستنتهي الحرب بسرعة. وإلا، فأنتم تضيعون وقتي».
