
شنّ الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، سلسلة غارات عنيفة في مناطق عدة قال إن فيها أهدافاً لـ«حزب الله». وجاء هذا التصعيد في الذكرى الأولى لتفجير أجهزة الاتصالات «البيجر» مع إصدار تحذيرات للسكان وعودة مشاهد النزوح، فيما سارع الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى إدانة الهجوم، وطالب بوضع حد فوري للعدوان العسكري المستمر على سيادة لبنان، منتقداً الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي.
وبعيد إطلاقه التحذيرات، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان بدء شن ضربات جوية على أهداف لـ«حزب الله» في جنوب لبنان. ونشر الجيش خرائط لأربعة مبانٍ في قرى ميس الجبل ودبين وكفرتبنيت بجنوب لبنان. ودعا جيش الاحتلال سكان هذه القرى وسكان المباني المجاورة إلى إخلائها «فوراً» والبقاء «على مسافة لا تقل عن 500 متر منها».
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، بحصول حركة نزوح للسكان على الطريق الواصل بين بلدة كفرتبنيت ومدينة النبطية بعيد منشور أدرعي.
وأتت الغارات غداة إحياء «حزب الله» ذكرى مرور عام على تفجير إسرائيل الآلاف من أجهزة الاتصالات اللاسلكية (البيجر) كانت بحوزة عناصره أسفرت عن مقتل 37 شخصاً وإصابة نحو 3 آلاف شخص بجروح بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بوقوع غارتين على الأقلّ استهدفتا قرية ميس الجبل الحدودية التي تعرضت لدمار كبير خلال الحرب ولم يعد سوى عدد قليل من سكانها إلى منازلهم، وقرية دبين.
وأفادت أيضاً بـ«غارة معادية» على بلدة كفرتبنيت، فيما عاش أهالي جنوب لبنان، مرة جديدة، أجواء الحرب والنزوح على وقع تجدد الغارات الإسرائيلية العنيفة والموسعة، الأمر الذي استدعى مواقف مستنكرة من المسؤولين في لبنان، ودعوات للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل.
ودان الرئيس اللبناني جوزيف عون، بأشد العبارات، الغارات الجوية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات تأتي بعد أيام قليلة فقط من غارات مماثلة طالت مناطق في سهل البقاع.
وقال عون، في بيان، إن إسرائيل لا تحترم عمل الآلية، ولا تأخذ بأي اعتبار مواقف أو التزامات الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، مؤكداً أن غاراتها الجوية المتكررة تشكل انتهاكاً فاضحاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، واعتداءً صارخاً على سيادة لبنان.
وأضاف الرئيس اللبناني: «إن صمت الدول الراعية لهذا الاتفاق، وفي مقدمتها الجهات المعنية بتطبيق القرار 1701، يمثل تقاعساً خطِراً يشجع إسرائيل على الاستمرار في عدوانها المتكرر».
ودعا رئيس الوزراء نواف سلام «المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فوراً»، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه. ويأتي هذا التصعيد قبيل عودة الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس إلى بيروت للمشاركة في اجتماعات لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، بعد غد الأحد، في الناقورة.