همزة وصل -
ميتزي بيرديو، الوريثة المزدوجة لشركتي Perdue Farms وSheraton Hotels، تمتلك ثروة هائلة تقدر بـ22 مليار دولار، لكنها اختارت أن تعيش حياة بسيطة، متواضعة، ومليئة بالوعي الشخصي، بعيدًا عن مظاهر الرفاهية التي قد يتخيلها كثيرون عند التفكير في مليارديرات.
ولدت بيرديو عام 1941 في عائلة هندرسون، التي تمتلك إمبراطورية شيراتون الفندقية، وتربت على ارتداء ملابس مستعملة والحصول على تعليم حكومي عادي. هذه البداية البسيطة ساعدتها على تطوير شخصية واعية وواقعية، وفهم تحديات الحياة اليومية للناس العاديين. تقول بيرديو: "إذا كنت دائما على متن الطائرات الخاصة، كيف يمكنك أن تدرك العالم الحقيقي؟"
في السادسة والعشرين من عمرها، ورثت بيرديو، مع إخوتها، حصة والدها في شركة شيراتون التي تقدر قيمتها بـ12.2 مليار دولار. وزاد زواجها من فرانك بيرديو، "ملك الدجاج" ورئيس أكبر شركة لإنتاج الدجاج في أمريكا، من ثروتها، حيث حققت مزارع بيرديو إيرادات تجاوزت 10 مليارات دولار سنويا. رغم ذلك، لم تُغرِها هذه الثروة للعيش حياة البذخ، وفق تقرير لـ " fortune".
حياتها اليومية تعكس تواضعها التام، تسافر على الدرجة الاقتصادية، تستخدم المترو ووسائل النقل العامة، وتعيش في شقة متواضعة بدل القصور الفخمة. حتى أحذيتها تصل إلى صانع أحذية لإصلاحها بدل شرائها جديدة، ولا تهتم بأزياء المصممين. بيرديو ترى أن المال يجب أن يكون وسيلة للفهم والوعي وليس للتفاخر أو المظاهر.
ميسزي بيرديو لم تكتفِ بالحياة اليومية البسيطة، بل كرست جزءًا كبيرًا من حياتها للعمل الاجتماعي والخيري. فهي صحفية وناشطة خيرية، تهتم بالمبادرات التعليمية والاجتماعية، خصوصا المشاريع التي تهدف إلى تمكين الفئات الأقل حظا وتحسين فرص التعليم. على سبيل المثال، شاركت في تغطية الأزمة في أوكرانيا، وباعت خاتم خطوبتها الذي بلغ قيمته 1.2 مليون دولار لدعم جهود المساعدات الإنسانية هناك، كما تعمل على تطوير حلول ذكية لمعالجة الصدمات لدى الضحايا.
بيرديو أيضا تهتم بالزراعة والممارسات العملية للحقول، حيث اشترت أراضي قرب جامعة كاليفورنيا في ديفيس لإتاحة المجال للبحوث الزراعية، وكانت تدير بنفسها مزرعة الأرز لفترة من حياتها. كما حرصت على التفاعل مع السكان العاديين، فقد عاشت لسنوات في مبنى سكني في سالزبوري، ماريلاند، يتشارك فيه الممرضات وضباط الشرطة، وهو ما منحها تجربة فريدة في فهم الحياة اليومية للناس العاديين.
على الرغم من امتلاكها إمبراطوريتين تجاريتين ضخمتين، تؤكد بيرديو أن الرضا الحقيقي يأتي من العمل الجاد وخدمة الآخرين وليس من اليخوت أو الملابس الفاخرة. تقول: "أُفضل أن أعيش حياة مليئة بالفرح والرضا على أن أركز على امتلاك أشياء باهظة الثمن. السعادة تكمن فيما يمكنك تقديمه للآخرين، لا فيما تمتلكه لنفسك."
تصرفاتها الواقعية والاقتصادية جعلت منها نموذجا نادرا بين الأغنياء، حيث تجمع بين الثراء الهائل والتواضع والوعي الاجتماعي. قصة ميتزي بيرديو تثبت أن الثروة لا تعني انفصالًا عن الواقع، بل يمكن أن تكون أداة للتواصل وفهم الناس العاديين، مع الحفاظ على القيم الشخصية والاعتدال في كل جانب من جوانب الحياة.
ميتزي بيرديو تمثل أيقونة للثراء المسؤول والمتوازن، حيث الدمج بين الثروة والخبرة الواقعية والمساهمة الفعالة في المجتمع، مع الحفاظ على أسلوب حياة متواضع يعكس فلسفة عميقة ومؤثرة في كيفية استخدام المال والثروة بشكل ذكي وواعي.



