همزة وصل -
عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جلسة مباحثات في البيت الأبيض، مع الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي وصل إلى واشنطن في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين.
وتركزت المباحثات، التي حضرها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، على مناقشة سبل تعزيز العلاقات بين دمشق وواشنطن، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان الشرع عقد اجتماعاً موسعاً في البيت الأبيض مع ترامب، بحضور وزير الخارجية روبيو، ونائب الرئيس جاي دي فانس، والشيباني، حيث ناقش الطرفان ملفات التعاون الاقتصادي، ورفع العقوبات، وتوسيع الاستثمارات الأمريكية في سوريا. وأعقب اللقاء جلسة عمل بين الوزيرين الشيباني وروبيو لبحث آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، في خطوة اعتبرتها دمشق مؤشراً إلى رغبة مشتركة في تحقيق تقدم ملموس في العلاقات السورية ــــ الأمريكية.
وتعهّد ترامب الذي وصف الشرع بأنه زعيم قوي، ببذل كل ما في وسعه لإنجاح سوريا.
وتزامناً مع هذه الزيارة، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تعليقاً جزئياً مؤقتاً للعقوبات المفروضة على سوريا في قانون قيصر لمدة 180 يوماً، كجزء من التزام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم سوريا مستقرة وموحدة وسلمية.
وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية عقب لقائه مع ترامب، تناول خلالها ملامح مرحلة جديدة في العلاقات بين واشنطن ودمشق. وبشأن تقييمه للزيارة، ورداً على أسئلة ما إذا كان قد قدّم التزامات محددة لترامب، ردّ الشرع قائلاً: «بعد سقوط النظام السابق، دخلت سوريا عهداً جديداً سيبنى على استراتيجية مختلفة مع الولايات المتحدة، وخاصة في إطار التحالف ضد تنظيم داعش. ومن الضروري أن يكون الوجود العسكري الأمريكي في سوريا منسقاً مع الحكومة السورية».
وأضاف: «ركزنا على المستقبل وعلى فرص الاستثمار في سوريا، بحيث لا تُعتبر بعد الآن تهديداً أمنياً، بل شريكاً جيوسياسياً يمكن للولايات المتحدة أن تستثمر فيه، لا سيما في قطاع استخراج الغاز».
من جانبه، قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى إن لقاء الرئيسين السوري والأمريكي اتسم بـ«الجدية والانفتاح»، وشكل محطة جديدة في مسار العلاقات الثنائية، مؤكداً أن سوريا ماضية في نهج الحوار والانفتاح الدولي بما يخدم مصالحها الوطنية. كما قال المصطفى إن الاتفاق الموقع بين سوريا والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش هو «اتفاق سياسي بحت، ولا يتضمن في هذه المرحلة أي مكونات أو التزامات عسكرية».
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه أجرى محادثات مع مسؤولين أمريكيين خلال زيارته لواشنطن التي تناولت التطورات في سوريا وغزة، مضيفاً أنه لمس تفهم الولايات المتحدة لضرورة بقاء سوريا موحدة.
على صعيد آخر، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن روسيا تواصل بناء علاقاتها مع القيادة السورية الجديدة، وتأمل باستمرار تطور المسار الثنائي بين البلدين بشكل مستقل. وقال بيسكوف رداً على سؤال الصحفيين حول تصريحات الشرع خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، وصف فيها سوريا بأنها أصبحت «حليفاً جيوسياسياً يمكن لواشنطن الاستثمار فيه»، وكيف ترى موسكو ذلك: «نحن نبني علاقاتنا مع القيادة السورية الجديدة. وكما تعلمون، كان هناك مؤخراً زيارة ناجحة ومثمرة للغاية للشرع إلى موسكو، وجرت محادثاته مع بوتين وكانت مطولة».. نأمل في استمرار تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا وسوريا بشكل مستقل.



