همزة وصل -
تعكس مئات من قطع الاكسسوارات المصرية القديمة، التي عثر عليها خلال القرن الماضي، في العديد من المقابر الفرعونية، ملامح تلك الحضارة العريقة، التي ظهرت على شاطئ النيل قبل أكثر من سبعة آلاف عام، وتروي عبر تفاصيلها الدقيقة، عمق الرموز في الثقافة المصرية القديمة، التي تقول بوضوح إن المصري القديم لم يصنع الفن من أجل الزينة فقط، وإنما كرسالة ثقافية بليغة للأجيال المتعاقبة.

وتحمل مئات من القلادات والأساور، والخواتم والتيجان التي تركها المصريون القدماء، العديد من الرموز الدقيقة التي تعكس عقائد المصريين القدماء في التجدد والخلق، على نحو ما يجسده رمز عين حورس الموجود على العديد من الأساور، والذي يرمز إلى الحماية والانتصار، وزهرة اللوتس التي ترمز إلى البعث والنقاء، ومفتاح عنخ الذي يرمز للحياة الأبدية، ويقول الدكتور حسين عبد البصير، الباحث في الحضارة المصرية القديمة، إن هذه الرموز لم تكن مجرد أشكال زخرفية، بل كانت تمثل عالماً كاملاً من المعتقدات والقيم، التي عاش عليها المصريون وعبّروا عنها في كل جوانب حياتهم، مشيراً إلى أن المصري القديم أدرك قوة الرمز، فعندما كان يرتدي قلادة تحمل عين حورس، لم يكن يتزين فحسب، بل كان يعلن للعالم أنه محاط بقوة تحميه وتقوده.

تتجاوز رموز الحلي المصرية، دورها كزينة للنساء، ذلك أن ملكات مصر القديمة، لم يتزين بالذهب والفيروز واللازورد، بهدف التفاخر، بل كانت تلك الحلي تمثل انعكاساً لمكانتهن الدينية والسياسية.

لم تفقد الاكسسوارات الفرعونية سحرها ولا حضورها على مر العصور، بل عادت بقوة خلال العقدين الأخيرين في العديد من التصميمات العصرية، التي استلهمت هذا التراث الكبير، وقدمته في العديد من التصميمات بأساليب عصرية، وبخامات وتقنيات حديثة، على نحو يشير إلى أن الفن الفرعوني لا يزال حياً رغم تقلب الدهور، وقادر على الإلهام والتجدد.




