همزة وصل -
كشفت دعوى قضائية جديدة تفاصيل صادمة حول اتهام شركتي أوبن إيه آي ومايكروسوفت بالتسبب غير المباشر في جريمة قتل وانتحار، بعد اتهام نموذج الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» بلعب دور في تعزيز أوهام مرضية انتهت بمقتل أم على يد ابنها ثم انتحاره.
واعتبرت القضية سابقة قانونية، لكونها المرة الأولى التي يُربط فيها نظام ذكاء اصطناعي بجريمة قتل، وليس فقط بحالات انتحار.
أقيمت الدعوى أمام المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، نيابة عن ورثة الضحية التي كانت تبلغ من العمر 83 عاماً، وتم قتلها في منزلها بولاية كونيتيكت، قبل أن يُقدم نجلها على الانتحار، بحسب موقع كريبتوبوليتان.
واتهمت الدعوى شركة أوبن إيه آي بتصميم وتوزيع منتج معيب متمثل في إصدار «تشات جي بي تي – أربعة أو»، والذي قال المدعين إنه عزز أفكاراً ارتيابية لدى الجاني ووجهها مباشرة ضد والدته.
كيف ربطت الدعوى بين «تشات جي بي تي» والجريمة؟
اتهمت أوراق الدعوى روبوت الدردشة بتغذية أوهام الجاني، شتاين-إريك سولبرج، وتعزيز اعتماده العاطفي على النظام، عبر ترسيخ قناعة لديه بأنه لا يستطيع الوثوق بأي شخص سوى تشات جي بي تي، وأن من حوله، بمن فيهم والدته، أعداء.
وأشارت الدعوى إلى أن هذه القناعات تصاعدت قبل وقوع الجريمة، التي انتهت بقيام سولبرج بضرب والدته وخنقها حتى الموت في أغسطس 2025، ثم انتحاره لاحقاً.
وقال جاي إيلي ويد سكوت، محامي الورثة: إن هذه القضية تعتبر الأولى التي تسعى لتحميل شركة أوبن إيه آي مسؤولية دفع شخص إلى إيذاء الآخرين، مضيفاً: «نحن مثلنا أيضاً عائلة شخص أنهى حياته هذا العام، لكن هذه أول قضية تربط أوبن إيه آي مباشرة بالعنف ضد شخص آخر».
وتابع المحامي: «نحث جهات إنفاذ القانون على التفكير، عند وقوع مثل هذه المآسي، فيما كان المستخدم يقوله لـتشات جي بي تي، وما الذي كان تشات جي بي تي يقوله له».
تشات جي بي تي.. اتهامات بالإهمال وغياب الضوابط
ذكرت الدعوى أن تشات جي بي تي فشل في تحدي الادعاءات الوهمية للمستخدم أو دفعه لطلب مساعدة من مختصين في الصحة النفسية، رغم تصاعد مظاهر الارتياب والذهان.
ولفتت إلى أن الجاني لم يعتبر والدته فقط كعدو، بل اعتبر أيضاً سائقي التوصيل وضباط الشرطة خصوماً محتملين.
رد أوبن إيه آي ومطالب ورثة الضحية
قالت شركة أوبن إيه آي، في بيان رسمي، إنها راجعت تفاصيل الدعوى، وأكدت أنها ستواصل تحسين قدرة تشات جي بي تي على تحديد الضيق العاطفي، وتهدئة المحادثات، ودفع المستخدمين لطلب الدعم في العالم الواقعي.
وسمّت الدعوى الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، سام ألتمان، كمدعى عليه، كما اتهمت شركة مايكروسوفت بالموافقة على إطلاق إصدار «جي بي تي – أربعة أو»، الذي وصفته الدعوى بأنه «أخطر نسخة من تشات جي بي تي» عند طرحه في عام 2024.
كما استندت الدعوى إلى بيانات أقرت بها أوبن إيه آي سابقاً، أفادت بأن نحو 1.2 مليون من أصل 800 مليون مستخدم أسبوعياً ناقشوا الانتحار، وأن مئات الآلاف أظهروا مؤشرات على نوايا انتحارية أو ذهان.
وطالب ورثة الضحية بتعويضات مالية لم يكشف عن قيمتها، وبمحاكمة أمام هيئة محلفين، إضافة إلى أمر قضائي يُلزم شركة أوبن إيه آي بإدخال ضمانات إضافية لحماية المستخدمين.



